عمدة القاري - العيني - ج ١٨ - الصفحة ٢٦
كذابين يخرجان فقال عبيد الله أحدهما العنسي الذي قتله فيروز باليمن والآخر مسيلمة الكذاب..
ليست فيه قصة العنسي، وإنما فيه قصة مسيلمة بطريق الإرسال، وفيها ذكر العنسي وسعيد بن محمد أبو عبد الله الجرمي، بفتح الجيم وسكون الراء: نسبة إلى جرم، وجرم في قبائل، في قضاعة: جرم بن زبان، وفي بجيلة: جرم بن علقمة، وفي عامله: جرم بن شعل، وفي طي: جرم وهو ثعلبة بن عمرو هو شيخ مسلم أيضا ثقة مكثر، ويعقوب بن إبراهيم يروي عن أبيه إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، وصالح هو ابن كيسان، وابن عبيدة، بضم العين: ابن نشيط، بفتح النون وكسر الشين المعجمة وبالطاء المهملة: واسمه عبد الله بن عبيدة، وبينه بقوله: وفي موضع آخر اسمه عبد الله، احترازا عن أخيه موسى بن عبيدة، وهو ضعيف جدا وأخوه عبد الله ثقة، وكان عبد الله أكبر من موسى بثمانين سنة، وعبيد الله، بضم العين: ابن عبد الله، بالفتح ابن عتبة، بضم العين وسكون التاء المثناة من فوق ابن مسعود الهذلي أحد الفقهاء السبعة.
وفي هذا الإسناد: ثلاثة من التابعين في نسق، وهم: صالح وابن عبيدة وعبد الله.
قوله: (فنزل) إلى قوله: (فأتاه كريز). بضم الكاف وفتح الراء وسكون الياء آخر الحروف وفي آخره زاي: ابن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس. وفيه: وهي أم عبد الله بن عامر، وقال الدمياطي: الصواب أم أولاد عبد الله بن عامر لأنها زوجته لا أمه، فإن أم ابن عامر أروى بنت كريز، وهي والدة عثمان بن عفان رضي الله تعالى عنه، وقيل: لعله كان فيه أم عبد الله بن عبد الله بن عامر فإن لعبد الله بن عامر ولدا اسمه عبد الله كاسم أبيه، وهو من بنت الحارث. واسمها: كيسة، بتشديد الياء آخر الحروف بعدها سين مهملة: وهي بنت عم عبد الله بن عامر بن كريز، ولها منه أيضا عبد الرحمن وعبد الملك. وكانت كيسة قبل عبد الله بن عامر بن كريز تحت مسلمة الكذاب، وإذا ثبت ذلك ظهر وجه نزول مسيلمة عليها لكونها كانت امرأته. وقال الكرماني: وبنت الحارث بالمثلثة امرأة من الأنصار من بني النجار. قلت: هذا من كلام ابن إسحاق، وذكر غيره أن اسمها: رملة بنت الحارث بن نعامة بن الحارث بن زيد، وهي من الأنصار من بني النجار، ولها صحبة وتكنى أم ثابت وكانت زوج معاذ بن عفراء الصحابي المشهور، وقال ابن سعد: كانت دار بنت الحارث معدة لنزول الوفود فإنه ذكر في وفد بني محارب وبني كلاب وبني تغلب وغيرهم لوافي دار بنت الحارث. انتهى. قلت: إذا كان الأمر كذلك فلا حاجة إلى ذكر وجه نزول مسيلمة في دار بنت الحارث، لأنه من جملة الوفود. قوله: (ثم جعلته) أي: الأمر. قوله: (بعدك)، يرد كلام ابن إسحاق أنه ادعى الشركة، ولكن يحمل على أنه ادعى ذلك بعد أن رجع. قوله: (ذكر)، على صيغة المجهول. والذاكر هو أبو هريرة، يظهر ذلك من الحديث الذي قبله. قوله: (ففظعتهما). من فظع بالفاء والظاء المعجمة والعين المهملة يقال: فظع الأمر فهو فظيع إذا جاوز المقدار، وقال الكرماني: بكسر الظاء. قلت: ليس بصحيح، بل هو بضم الظاء، وقال الجوهري: فظع الأمر بالضم فظاعة، وذكره في (دستور اللغة) من باب بصر يبصر، وفي (التوضيح) يقال: فظع الأمر، بالضم. فظاعة فهو فظيع أي شديد بشيع جاوز المقدار، وكذلك أفضع الأمر فهو مفظع، وأفظع الرجل على ما لم يسم فاعله أي: نزل به أمر عظيم، وقال ابن الأثير: الفظيع الأمر الشديد. وجاء هنا متعديا والمعروف: فظعت به وفظعت منه، فيحمل التعدية على المعنى، أي: خفتهما أو اشتد أمرهما على قوله: (الذي قتله فيروز باليمن) وم قصته أن الأسود كان له شيطانان يقال: لأحدهما: سحيق، بمهملتين وقاف مصغرا والآخر: شقيق، بمعجمة وقافين مصغرا، وكانا يخبرانه بكل شيء يحدث من أمور الناس، وكان باذان عامل النبي صلى الله عليه وسلم، بصنعاء فمات فجاء شيطان الأسود فأخبره فخرج في قومه حتى ملك صنعاء وتزوج المرزبانة زوجة بازان، فواعدها رازوبة وفيروز وغيرهما حتى دخلوا على الأسود وقد سقته المرزبانة الخمر صرفا حتى سكر، وكان على بابه ألف حارس، فنقب فيروز من معه الجدار حتى دخلوا فقتله فيروز وحز رأسه وأخرجوا المرأة وما أحبوا من متاع البيت وأرسلوا الخبر إلى المدينة فوافى ذلك عند وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، وقد مر شيء من ذلك عن قريب.
73 ((قصة أهل نجران)) أي: هذا بيان قصة أهل نجران، بفت النون وسكون الجيم: وهو بلد كبير على سبع مراحل من مكة إلى جهة اليمن، يشتمل على
(٢٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 ... » »»