عمدة القاري - العيني - ج ١٨ - الصفحة ٣١
الكرماني حين قدم اليمن ونسبه بعضهم إلى الوهم فقال أي لما قدم الكوفة أميرا عليها في زمن عثمان رضي الله تعالى عنه ثم قال لأن زهدما لم يكن من أهل اليمن قوله من جرم وهي قبيلة مشهورة ينسبون إلى جرم بن ربان براء وباء موحدة مشددة بن ثعلبة بن حلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة قوله ' فقذرته ' بفتح القاف وكسر الذال المعجمة وفتحها أي استقذرته وكرهته قوله هلم من أسماء الأفعال ومعناه تعال قوله ' ذود ' بفتح الذال المعجمة وهو من الإبل ما بين الثلاث إلى العشر قوله ' تغفلنا النبي ' أي استغفلناه واغتنمناه غفلته 379 - (حدثني عمرو بن علي حدثنا أبو عاصم حدثنا سفيان حدثنا أبو صخرة جامع بن شداد حدثنا صفوان بن محرز المازني حدثنا عمران بن حصين قال جاءت بنو تميم إلى رسول الله فقال أبشروا يا بني تميم قالوا أما إذ بشرتنا فأعطنا فتغير وجه رسول الله فجاء ناس من أهل اليمن فقال النبي اقبلوا البشرى إذ لم يقبلها بنو تميم قالوا قد قبلنا يا رسول الله) مطابقته للترجمة في قوله ' فجاء ناس من أهل اليمن ' وعمرو بن علي بن بحر أبو حفص الباهلي البصري الصيرفي وأبو عاصم النبيل الضحاك بن مخلد والحديث مضى في أول بدء الخلق فإنه أخرجه هناك عن محمد بن كثير عن سفيان عن جامع بن شداد عن صفوان بن محرز إلى آخره فإن قلت قدوم وفد بني تميم كان سنة تسع وقدوم الأشعريين كان قبل ذلك عقيب فتح خيبر سنة سبع قلت يحتمل أن طائفة من الأشعريين قدموا بعد ذلك 380 - (حدثني عبد الله بن محمد الجعفي حدثنا وهب بن جرير حدثنا شعبة عن إسماعيل ابن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عن أبي مسعود أن النبي قال الإيمان ههنا وأشار بيده إلى اليمن أو الجفاء وغلظ القلوب في الفدادين عند أصول أذناب الإبل من حيث يطلع قرنا الشيطان ربيعة ومضر) مطابقته للترجمة من حيث الاستطراد لأجل ذكر اليمن فيها وأبو مسعود عقبة بن عمرو البدري الأنصاري والحديث مضى في أواخر كتاب بدء الخلق في باب خير مال المسلم غنم فإنه أخرجه هناك عن مسدد عن يحيى عن إسماعيل إلى آخره قوله ' إلى اليمن ' أي إلى جهة اليمن ويراد به أهل البلد لا من ينتسب إليه من غيره قوله ' في الفدادين ' تفسيره على وجهين (أحدهما) أن يكون جمع الفداد بالتشديد وهو الشديد الصوت وذلك من دأب أصحاب الإبل (والآخر) أن يكون جمع الفداد بالتخفيف وهو آلة الحرث وإنما ذم هؤلاء لأنهم يشتغلون عن أمور الدين ويلتهون عن أمور الآخرة قوله ' من حيث يطلع ' يعني من جهة الشرق وعبر عن الشرق بذلك لأن الشيطان ينتصب في محاذاة المطلع حتى إذا طلعت الشمس كانت بين جانبي رأسه فتقع السجدة له حين تسجد عبدة الشمس لها قوله ' ربيعة ومضر ' قبيلتان مشهورتان بالفتح فيهما لأنهما بدل من الفدادين وغير المنصرف يكون مفتوحا في موضع الجر ويجوز أن يكونا مرفوعين على تقديرهم ربيعة ومضر فيكون المبتدأ فيه محذوفا 4388 ح دثنا محمد بن بشار حدثنا ابن أبي عدي عن شعبة عن سليمان عن ذكوان عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال أتاكم أهل اليمن هم أرق أفئدة وألين قلوبا الإيمان يمان والحكمة يمانية والفخر والخيلاء في أصحاب الإبل والسكينة والوقار في أهل الغنم..
(٣١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 ... » »»