بعضهم: (لن تعدو)، بالجزم على لغة من يجزم: بلن، والمراد بأمر الله: حكمه بأنه كذاب مقتول جهنمي قوله: (ولئن أدبرت) أي: خالفت الحق (ليعقرنك الله) أي: ليهلنك. قوله: (أريت)، على صيغة المجهول من رؤيا المنام قوله: (وهذا ثابت يجيبك عني) لأنه كان خطيب الأنصار قوله: (فسألت عن قول رسول الله صلى الله عليه وسلم) المفعول محذوف يفسره قوله: (فأخبرني أبو هريرة) لأن هذا الحديث، رواه ابن عباس عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنهم. قوله: (بينا)، قد مر غير مرة أن أصله: بين، فزيدت فيه: الألف والميم، أيضا في بعض المواضع، ويضاف إلى الجملة. قوله: (رأيت)، جوابه قوله: (من ذهب) كلمة:
من، بيانية. قوله: (إن أنفخهما)، بالخاء المعجمة قوله: (العنسي)، بفتح العين المهملة وسكون النون وبالسين المهملة: نسبة إلى عنس وهو زيد بن مالك بن أدد، ومالك هو جماع مذحج، وقال ابن دريد: العنس الناقة الصلبة، وأراد بالعنسي: الأسود، ولقبه: عبهلة من قولهم: عبهل الأمر أهمله، وقال ابن إسحاق: خرج بصنعاء وعليها المهاجرين أبي أمية، وكان أول ما ضل به عدو الله أنه مر به حمار فلما انتهى إليه عثر لوجهه. فقال، لعنه الله: سجد لي ولم يقم الحمار حتى قال له عدو الله: شأ، فقام، وقتل بعمدان وحمل رأسه وسلبه إلى سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم. قلت: شأ، بفتح الشين المعجمة وسكون الهمزة، وهي كلمة تستعمل عند دعاء الحمار، ومنهم من يقول: كان ذلك في خلافة أبي بكر، والله أعلم. وعن فيروز: خرج الأسود في عامة حج بعد حجة الوداع وكان كاهنا مشعبذا يريهم الأعاجيب، وكان يسبي قلوب من يسمع نطقه معه شيطان وتابع له، وخرج على مالك اليمن فقتله ونكح امرأته وملك بلاده ولم يكاتب النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يرسل إليه لأنه لم يكن معه أحد يشاغبه وصفا له ملك اليمن، وقال عروة: أصيب الأسود قبل وفاة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بيوم أو ليلة، وعن ابن عباس: جاءه خبر الأسود من ليلته وجاءته الرسل صبيحة ليلة قبضه صلى الله عليه وسلم، وعن ابن عمر رضي الله عنهما، أتاه الخبر من السماء في لليلة التي قتل فيها الأسود فبشرنا به، وقال: قتله البارحة رجل مبارك من أهل بيت مباركين، قيل: ومن هو؟ قال: فيروز، وقال: دخل عليه فيروز فقال له: ما تقول؟ فإن محمدا يزعم أنه ليس إلا إله واحد؟ قال الأسود: بل هو آلهة كثيرة، فقال: ابسط يدك أبايعك! فلما بسط يده مد فيروز يده وأخذ بعنقه فقتله، وقال عبيد بن صخر: كان بين أول أمره وآخره ثلاثة أشهر.
4375 ح دثنا إسحاق بن نصر حدثنا عبد الرزاق عن معمر عن همام أنه سمع أبا هريرة رضي الله عنه يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بينا أنا نائم أتيت بخزائن الأرض فوضع في كفي سواران من ذهب فكبرا علي فأوحي إلي أن انفخهما فنفختهما فذهبا فأولتهما الكذابين اللذين أنا بينهما صاحب صنعاء وصاحب اليمامة..
مطابقته للترجمة من حيث إن فيه ذكر مسلمة الكذاب من حيث التضمن في قوله: (وصاحب اليمامة). وهمام هو ابن منبه ابن كامل اليماني الأنباري.
والحديث أخرجه البخاري أضا تعبير الرؤيا عن إسحاق بن إبراهيم الحنظلي. وأخرجه مسلم في الرؤيا عن محمد بن رافع.
قوله: (كبر على)، بضم الباء الموحدة على صيغة الإفراد، أي: عظم وثقل، ويروى: (كبرا)، بالتثنية. قوله: (صاحب صنعاء) بفتح الصاد المهملة وسكون النون وبالمد: قاعدة اليمن ومدينتها العظمى وصاحبها الأسود العنسي، واليمامة: مدينة باليمن على مرحلتين من الطائف وصاحبها مسيلمة الكذاب، لعنه الله تعالى.
4376 ح دثنا الصلت بن محمد قال سمعت مهدي بن ميمون قال سمعت أبا رجاء العطاردي يقول كنا نعبد الحجر فإذا وجدنا حجرا هو أخير منه ألقيناه وأخذنا الآخر فإذا لم نجد حجرا جمعنا جثوة من تراب ثم جئنا بالشاة فحلبناه عليه ثم طفنا به فإذا دخل شهر رجب قلنا ننصل الأسنة فلا ندع رمحا فيه حديدة ولا سهما فيه حديدة إلا نزعناه وألقيناه شهر رجب.