قال الخطابي: انثها على معنى القطعة، قيل: فيه نظر لأنها كانت تبرأ قلت: قد يؤنث الذهب في بعض اللغات. وفي (مسلم): بذهبة: بفتحتين بغير تصغير. قوله: (مقروظ)، أي: مدبوغ بالقرظ، بالقاف والراء والظاء المعجمة، قال الخليل: هو شجر يدبغ بورقه ولونه إلى الصفرة. قوله: (لم تحصل) بصيغة المجهول، أي: لم تخلص من ترابها، قال بعضهم: أي لم تخلص من تراب المعدن. قلت: فيه نظر من وجهين. أحدهما: أنه لم يجز ذكر المعدن. والثاني: أنه لو رجع إلى المعدن لقيل: من ترابه، بتذكير الضمير، واختلف في هذه: الذهيبة، فقيل: كانت خمس الخمس، وقيل: من الخمس، وكان من خصائصه صلى الله عليه وسلم، أن يضعه في صنف من الأصناف للمصلحة، وقيل: من أصل الغنيمة. قوله: (بين عيينة بن بدر)، وما بعده بدل من قوله: (بين أربعة نفر) وعيينة مصغر عينة ابن بدر وهو عيينة بن حصن بن حذيفة بن بدر الفزاري، فنسب إلى جده الأعلى ويكنى أبا مالك، وقال أبو عمر: أسلم بعد الفتح وقيل: قبله، وشهد الفتح مسلما وهو من المؤلفة قلوبهم، وكان من الأعراب الجفاة وكان في الجاهلية من الجرارين يقود عشرة آلاف، وكان اسم عيينة: حذيفة، فأصابته لقوة فجحظت عيناه فسمي: عيينة. وفي (التوضيح): وكان عيينة من المنافقين ارتد بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبعثه خالد إلى أبي بكر رضي الله تعالى عنه، في وثاق فأسلم وعفا عنه، وأقرع بفتح الهمزة وسكون القاف وفتح الراء وبالعين المهملة، واسمه: فراس، وكان في رأسه قرع فلقب بذلك، ابن حابس، بالمهملتين والباء الموحدة: ابن عقال بن محمد بن سفيان بن مجاشع التميمي المجاشعي أحد المؤلفة قلوبهم. (وزيد الخيل)، هو زيد بن مهلهل بن زيد بن منهب الطائي، قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفي وفد طيء سنة تسع فأسلم وسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم: زيد الخير، وكان يقال له: زيد الخيل لكرائم الخيل التي كانت عنده، ومات في حياة النبي صلى الله عليه وسلم وكان شاعرا محسنا خطيبا لسنا شجاعا كريما، وكان قبل إسلامه أسر عامر بن الطفيل وجزنا صيته. قوله: (أما علقمة وإما عامر بن الطفيل)، شك من الراوي، وجزم في رواية سعيد بن مسروق أنه علقمة بن علاثة، بضم العين المهملة وبالثاء المثلثة: ابن عوف بن الأحوص بن جعفر بن كلاب الكلابي العامري، من المؤلفة قلوبهم وكان سيدا في قومه حليما عاقلا ولم يكن فيه ذلك الكرم، واستعمله عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه، على حوران فمات بها في خلافته. (وعامر بن الطفيل) مصغر الطفل القيسي، قدم على النبي صلى الله عليه وسلم ولم يسلم وعاد من عنده فخرج به خراج في أصل أذنه فمات منه، ولذلك قيل: وذكر عامر بن الطفيل غلط من عبد الواحد فإنه كان مات قبل ذلك، وقال الدمياطي: مات كافرا. قوله: (فقام رجل)، قيل: هو ذو الخويصرة التميمي، وعند أبي داود: اسمه نافع، ورجحه السهيلي، وقيل: اسمه حرقوص بن زهير السعدي. قوله: (غائر العينين)، بالغين المعجمة على وزن فاعل من الغور، والمراد: أن عينيه داخلتان في محاجرهما لاصقتان بقعر الحدقة وهو ضد الجحوظ. قوله: (مشرف الوجنتين)، أي: بارزهما، من الإشراف بالشين المعجمة، والوجنتان: العظمان المشرفان على الخدين. قوله: (ناشز) بالنون والشين المعجمة والزاي، أي: مرتفع الجبهة، وأصله من النشز وهو ما ارتفع من الأرض. قوله: (كث اللحية): كثير شعرها، ويقال: لحية كثة مجتمعة، ورجل كث اللحية، وقوم كث. قوله: (محلوق الرأس)، كانوا لا يحلقون رؤوسهم وكانوا يفرقون شعورهم. قوله: (مشمر الإزار)، تشميره رفعه عن الكعب. قوله: (فقال خالد بن الوليد)، وفي رواية أبي سلمة عن سعيد. فقال عمر رضي الله تعالى عنه، وقد مضى في علامات النبوة، ولا منافاة بينهما لاحتمال أن يكون كل منهما قال ذلك، قيل: الأرجح أنه عمر لصلابته ولشك الراوي في خالد، ولأنه كان غائبا مع علي. قوله: (لعله أن يصلي) استعمل فيه:
لعل، استعمال: عسى. وقال الكرماني: قيل: فيه دلالة من طريق المفهوم على أن تارك الصلاة مقتول. قلت: هذا المفهوم ليس بحجة وفيه خلاف مشهور. قوله: (أن أنقب) من نقبت الحائط نقبا، إذا فتحت فيه فتحا، وقيل بتشديد القاف: من التنقيب، وهو التشديد، أراد أنه أمر بالأخذ بظواهر الأمور والبواطن لا يعلمها إلا الله. قوله: (وهو مقف)، جملة حالية من قفى، بالتشديد يقفي، والفاعل منه: مقف، بضم الميم وفتح القاف وتشديد الفاء، أي: مول، ويروى: مقفي، بالياء من أقفى فهو مقفى، وأصله: مقفي، بضم الياء فحذفت الضمة للاستثقال وسكنت الياء لأجل كسر الفاء، يقال: قفي الرجل القوم إذا ولاهم قفاه، وأقفاهم يقفيهم إذا فعل ذلك فهو مقفي قوله: (من ضئضىء هذا)، بضادين معجمتين مكسورتين بينهما ياء آخر الحروف بهمزة ساكنة، وفي