أسامة حماد بن أسامة إلى آخره. والحديث مضى في الجهاد في: باب حرق الدور والنخيل.
قوله: (فيه نصب)، بضمتين وسكون الصاد أيضا، وهو حجر كانوا ينصبونه في الجاهلية ويذبحون عليه، فيحمر بالدم ويعبدونه، والضمير في: فيه، يرجع إلى البيت. وفي قوله: (فأتاها) إلى ذي الخلصة. قوله: (فحرقها) يعني: ما فيها من الأخشاب. و: (كسرها) أي: هدما فيها من البناء. قوله: (يستقسم). أي: يطلب قسمة من الخير والشر بالقداح. قال الله تعالى: * (وأن تستقسموا بالأزلام) * (المائدة: 3) وليس هذا من القسم بمعنى: اليمين. قوله: (يضرب بها)، أي: بالأزلام. قوله: (وكسرها) أي: الأزلام وشهد أن لا إله إلا الله. قوله: (يكنى أبا أرطأة) بفتح الهمزة وسكون الراء وبالطاء بعدها التاء، واسمه: حصين بن ربيعة وقع مسمى في (صحيح مسلم) ووقع لبعض رواته: حسين، بسين مهملة بدل الصاد وهو تصحيف، وقيل: اسمه حصن، بكسر الحاء وسكون الصاد، ومن الرواة من قلبه فقال: ربيعة بن حصين، ومنهم من سماه: أرطاة والصحيح: أبو أرطأة حصين بن ربيعة بن عامر بن الأزور وهو صحابي بجلي وليس له ذكر إلا في هذا الحديث. قوله: (فبرك)، بالتشديد أي: دعا بالبركة. قوله: (خمس مرات)، فإن قلت: في حديث أنس: كان إذا دعا عائلا. قلت: هذا يحمل على الغالب والزيادة عليه لمعنى اقتضى ذلك.
وفي الحديث من الفوائد الدالة ما يفتتن به الناس من بناء وغيره سواء كان من الصور أو الجماد، والبشارة في الفتوح، وفضل ركوب الخيل في الحرب، وقبول خبر الواحد، والمبالغة في نكاية العدو وفيه: منقبة عظيمة لجرير رضي الله تعالى عنه، وفيه: بركة دعاء النبي صلى الله عليه وسلم.
64 ((غزوة ذات السلاسل)) أي: هذا بيان غزوة ذات السلاسل، وفي بعض النسخ: باب غزوة ذات السلاسل، وسميت هذه الغزوة بذات السلاسل لأن المشركين ارتبط بعضهم إلى بعض مخافة أن يفروا. وقيل: لأن بها ماء يقال له: السلسل، وقال ابن سعد: هي ما وراء وادي القرى بينهما وبين المدينة عشرة أيام، قال: وكانت في جمادى الآخرة سنة ثمان من الهجرة، وقيل: كانت سنة سبع، والله أعلم.
وهي غزوة لخم وجذام قاله إسماعيل بن أبي خالد وقال ابن إسحاق عن يزيد عن عروة هي بلاد بلي وعذرة وبنى القين.
أي: غزوة ذات السلاسل غزوة لخم، بفتح اللام وسكون الخاء المعجمة: وهي قبيلة كبيرة مشهورة ينسبون إلى لخم واسمه مالك بن عدي بن الحارث بن مرة بن أدد، وقال الرشاطي: رأيت في نسب لخم وأخيه جذام وأختهما عاملة اختلافا كثيرا، وقال في باب الجيم: كان لخم وجذام أخوين فاقتتلا، وكا اسم لخم مالك بن عدي، واسم جذام عامر بن عدي فجذم مالك إصبع عامر فسمي جذاما، لأن أصبعه جذمت، ولخم عامر مالكا فسمى لخما، واللخمة اللطمة. قوله: (قال إسماعيل بن أبي خالد) واسم أبي خالد: سعد، ويقال: هرمز، ويقال: كثير الأحمسي البجلي مولاهم الكوفي. قوله: (وقال ابن إسحاق) هو محمد بن إسحاق صاحب (المغازي) (عن يزيد) من الزيادة ابن رومان المدني، يروى عن عروة بن الزبير بن العوام. قوله: (هي بلاد بلي) أي: ذات السلاسل هي بلاد هؤلاء الثلاثة، أما بلي، بفتح الباء الموحدة وكسر اللام الخفيفة وياء النسبة، فهي قبيلة كبيرة ينبسون إلى بلي بن عمرو بن الحاف ابن قضاعة، وقال ابن دريد: بلي، فعيل من قولهم: بلوا سفرا، أي:
نضوا سفرا، ومن قولهم: بلوت الرجل: إذا اختبرته، وأما (عذرة)، بضم العين المهملة وسكون الذال المعجمة: فهي قبيلة كبيرة ينسبون إلى عذرة بن سعد هذيم بن زيد بن ليث بن سويد بن أسلم، بضم اللام أب الحاف بن قضاعة، وقال ابن دريد: هو من عذرت الصبي وأعذرته: إذا ختنته، والعذرة أيضا دار يصيب الناس في حلوقهم، وأما (بنو القين) بفتح القاف وسكون الياء آخر الحروف وبالنون: فهي قبيلة كبيرة ينسبون إلى القين بن جسر، وقال الرشاطي: القين هو النعمان بن جسر بن شيع الله، بكسر الشين المعجمة وسكون الياء آخر الحروف، وفي آخره عين مهملة: ابن أسد بن وبرة بن ثعلب بن حلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة، قال ابن الكلبي: النعمان حضنه