عمدة القاري - العيني - ج ١٨ - الصفحة ٣
قوله: (إلى عمله)، أي موضع عمله. قوله: (إذا سار في أرضه كان قريبا من صاحبه أحدث به عهدا) كذا وقع في رواية الأكثرين: إذا سار في أرضه كان قريبا من صاحبه أحدث به أي: جدد العهد بزيارته، ووقع في رواية سعيد بن أبي بردة التي تأتي في الباب: فجعلا يتزاوران فزار معاذ أبا موسى، وزاد في رواية حميد بن هلال: (فلما قدم عليه ألقى له وسادة قال: إنزل) قوله: (يسير)، حال من الضمير الذي في: فجاء قوله: (وإذا هو جالس) كلمه: إذا، للمفاجأة، وكذا: وإذا، الثاني. قوله: (وإذا رجل)، لم يدر ما اسمه، لكن وقع في رواية سعيد بن أبي بردة أنه يهودي قوله: (قد جمعت يداه إلى عنقه)، جملة وقعت صفة لرجل قوله: (أيم)، بفتح الهمزة وضم الياء المشددة وفتح الميم، واصله: أي، التي للاستفهام فزيدت عليها، كلمة: ما فقيل: أيما، وقد تسقط الألف فيصير: أيم، وقد تخفف الياء فيقال: أيم، بفتح الهمزة وسكون الياء وفتح الميم، وذلك كما يقال: أيش أصله: أي شيء. قوله: (إنما جيء به لذلك)، أي: إنما جيء بالرجل المذكور للقتل. قوله: (فقال: يا عبد الله)، أي: فقال معاذ بن جبل لأبي موسى: يا عبد الله، وهواسمه كما غير مرة قوله: (أتفوقه) بالفاء والقاف أي: ألازم قراءته ليلا ونهارا شيئا بعد شيء، يعني: لا أقرأ وردي دفعة واحدة بل هو كما يحلب اللبن ساعة بعد ساعة، واصله مأخوذ من فواق الناقة وهو أن تحلب ثم تترك ساعة حتى تدر، ثم تحلب هكذا دائما قوله: (جزئي)، بضم الجيم وسكون الزاي، وكان قد جزأ الليل أجزاء: جزء للنوم، وجزء للقراءة، وجزءا للقيام. قوله: (فاحتسب) من الاحتساب من باب الافتعال، أي: اطلب الثواب في نومتي، بفتح النون وسكون الواو وفتح الميم: (كما أحتسب قومتي) بفتح القاف، وطلب الثواب في القومة ظاهر وأما في النومة بالنون، فلأنه من جملة المعينات على الطاعة من القراءة ونحوها.
4343 ح دثني إسحاق حدثنا خالد عن الشيباني عن سعيد بن أبي بردة عن أبيه عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم بعثه إلى اليمن فسأله عن أشربة تصنع بها فقال وما هي قال البتع والمزر فقلت لأبي بردة ما البتع قال نبيذ العسل والمزر نبيذ الشعير فقال كل مسكر حرام..
مطابقته للترجمة في قوله: (بعثه إلى اليمن) وإسحاق هو ابن شاهين، قاله الحافظ المزي، وقال بعضهم: إسحاق هو ابن منصور والعمدة على الأول، وخالد هو ابن عبد الله الطحان والشيباني هو سليمان بن فيروز.
قوله: (البتع)، بكسر الباء الموحدة وسكون التاء المثناة من فوق وفي آخره عين مهملة. قوله: (والمزر) بكسر الميم وسكون الزاي وفي آخره راء. قوله: (كل مسكر حرام)، هذا لا خلاف فيه.
وقال صاحب (التوضيح): فيه: حجة على أبي حنيفة في تجويزه ما لا يبلغ بشاربه السكر مما عدا الخمر قلت: لا حجة عليه فيه، لأن أبا بردة قال عقيب تفسير البتع والمزر: كل مسكر حرام، يعني إذا أسكر، ولا يخالف فيه أحد.
رواه جرير وعبد الواحد عن الشيباني عن أبي بردة أي: روى هذا الحديث جرير بن عبد الحميد، وعبد الواحد بن زياد عن سليمان الشيباني عن أبي بردة عامر بن أبي موسى الأشعري، بدون ذكر سعيد بن أبي بردة، أما تعليق جرير فوصله الإسماعيلي من طريق عثمان بن أبي شيبة من طريق يوسف بن موسى، كلاهما عن جرير عن الشيباني عن أبي بردة عن أبي موسى، وأما تعليق عبد الواحد فوصله...
343 - (حدثنا مسلم حدثنا شعبة حدثنا سعيد بن أبي بردة عن أبيه قال بعث النبي جده أبا موسى ومعاذا إلى اليمن فقال يسرا ولا تعسرا وبشرا ولا تنفرا وتطاوعا فقال أبو موسى يا نبي الله إن أرضنا بها شراب من الشعير المزر وشراب من العسل البتع فقال كل مسكر حرام فانطلقا فقال معاذ لأبي موسى كيف تقرأ القرآن قال قائما وقاعدا
(٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 ... » »»