عمدة القاري - العيني - ج ١٨ - الصفحة ٦٥
كان رسول الله وهو صحيح يقول إنه لم يقبض نبي قط حتى يرى مقعده من الجنة ثم يحيا أو يخير فلما اشتكى وحضره القبض ورأسه على فخذ عائشة غشي عليه فلما أفاق شخص بصره نحو سقف البيت ثم قال اللهم في الرفيق الأعلى فقلت إذا لا يجاورنا فعرفت أنه حديثه الذي كان يحدثنا وهو صحيح) هذا حديث آخر عن عائشة بوجه آخر عن أبي اليمان الحكم بن نافع عن شعيب بن أبي حمزة إلى آخره قوله ' ثم يحيا أو يخير ' شك من الراوي ويحيا بضم الياء آخر الحروف وفتح الحاء المهملة وتشديد الياء الأخيرة أي ثم يسلم إليه الأمر أو يملك في أمره أو يسلم عليه تسليم الوداع قوله شخص بصره بفتح الخاء المعجمة أي ارتفع ويقال شخص بصره إذا فتح عينه وجعل لا يطرف قوله ' إذا لا يجاورنا ' من المجاورة وروي إذا لا يختارنا من الاختيار وفي التوضيح إذا لا يجاورنا بفتح الراء لاعتماد الفعل على إذا وإن اعتمد على ما قبلها سقط عملها كما في قولك أنا إذا أزورك فيرفع لاعتماد الفعل على أنا * - 4438 ح دثنا محمد حدثنا عفان عن صخر بن جويرية عن عبد الرحمان بن القاسم عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها دخل عبد الرحمان بن أبي بكر على النبي بن وأنا مسندته إلى صدري ومع عبد الرحمان سواك رطب يستن فأبده رسول الله صلى الله عليه وسلم بصره فأخذت السواك فقضمته ونفضته وطيبته ثم دفعته إلى النبي صلى الله عليه وسلم فاستن به فما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم استن استنانا قط أحسن منه فما عدا أن فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم رفع يده أو إصبعه ثم قال في الرفيق الأعلى ثلاثا ثم قضى وكانت تقول مات ورأسه بين حاقنتي وذاقنتي..
مطابقته للترجمة في قوله: (ثم قضى وكانت تقول: مات) ومحمد شيخ البخاري مبهم، لكن الكرماني قال: قوله: (محمد)، هو ابن يحيى الذهلي، وفي (كتاب رجال الصحيحين) محمد بن يحيى بن عبد الله بن خالد بن فارس بن ذؤيب أبو عبد الله الذهلي النيسابوري روى عنه البخاري في غير موضع في قريب من ثلاثين موضعا، ولم يقل: حدثنا محمد بن يحيى الذهلي مصرحا، ويقول: حدثنا محمد، ولا يزيد عليه، ويقول: محمد بن عبد الله، فينسبه إلى جده، ويقول: محمد بن خالد، فينسبه إلى جد أبيه، والسبب في ذلك أن البخاري لما دخل نيسابور شغب عليه محمد بن يحيى الذهلي في مسألة خلق اللفظ، وكان قد سمع منه، فلم يترك الرواية عنه ولم يصرح باسمه، مات بعد البخاري بيسير سنة سبع وخمسين ومائتين. وعفان، بفتح العين المهملة وتشديد الفاء: ابن مسلم الصفار، وصخر، بفتح الصاد المهملة وسكون الخاء المعجمة: ابن جويرية مصغر الجارية بالجيم: النميري، يعد في البصريين، و عبد الرحمن بن القاسم يروي عن أبيه القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق.
قوله: (يستن به) أي: يستاك، وقال الخطابي: أصله من السن، ومنه: المسن الذي يسن عليه الحديد. قوله: (فأبده)، بالباء الموحدة المفتوحة وتشديد الدال أي: مد نظره إليه، يقال: أبددت فلانا النظر، إذا طولته إليه، وفي رواية الكشميهني: فأمده، بالميم موضع الباء. قوله: (فقضمته)، بفتح القاف وكسر الضاد المعجمة أي: مضغته، والقضم الأخذ بأطراف الأسنان، يقال: قضمت الدابة بكسر الضاد شعيرها، تقضمه بالفتح إذا مضغته، وحكى عياض أن الأكثر رواه بالصاد المهملة، أي: كسرته وقطعته، والقصامة من السواك ما يكسر منه، وحكى ابن التين رواية بالفاء والصاد المهملة، وقيل: إذا كان بالضاد المعجمة فيكون قولها: فطيبته تكرارا، وإن كان بالمهملة فلا، لأنه يصير المعنى: كسرته لطوله أو لأنه آلة المكان الذي تسوك به عبد الرحمن ثم لينته ثم طيبته أي: بالماء، ويحتمل أني كون قوله: (طيبته)، تأكيدا لقوله: لينته. قوله: (ونفضته)، بالفاء والضاد المعجمة، قوله: (فما عدا أن فرغ) أي: ما عدا الفراغ من السواك. قوله: (رفع يده أو
(٦٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 ... » »»