عمدة القاري - العيني - ج ١٨ - الصفحة ٦٤
وفي حديث مسروق فسألتها عن ذلك فقالت ما كنت لأفشي سر رسول الله حتى توفي النبي فسألتها فقالت الحديث قوله ' أول أهله ' ويروى أهل بيته قوله ' يتبعه ' حال وقد وقع مثل ما قال فإنها كانت أول من ماتت من أهل بيت النبي بعده حتى من أزواجه * - 4435 ح دثني محمد بن بشار حدثنا غندر حدثنا شعبة عن سعد عن عروة عن عائشة قالت كنت أسمع أنه لا يموت نبي حتى يخير بين الدنيا والآخرة فسمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول في مرضه الذي مات فيه وأخذته بحة يقول مع الذين أنعم الله عليهم الآية فظننت أنه خير..
مطابقته للترجمة في قوله: (في مرضه الذي مات فيه). وغندر لقب محمد بن جعفر، وسعد هو ابن إبراهيم المذكور آنفا في الحديث السابق، يروي عن عروة بن الزبير.
والحديث أخرجه أيضا في التفسير عن محمد بن عبد الله بن حوشب.
قوله: (حتى يخير)، بضم الياء على صيغة المجهول، ولم تبين عائشة فيه من الذي كانت تسمع منه أنه: لا يموت نبي حتى يخير بين الدنيا والآخرة، وبنيت ذلك في الحديث الذي يليه على ما يأتي. قوله: (بحة)، بضم الباء الموحدة وتشديد الحاء المهملة، وهي شيء يعترض في مجاري النفس فيتغير به الصوت فيغلظ، يقال: بححت، بالكسر بحا، ورجل أبح إذا كان ذلك فيه خلقة، وقيل: يقال رجل بح وابح، ولا يقال: باح، وامرأة بحاء. قوله: (فظننت أنه خير)، على صيغة المجهول، أي: خير بين الدنيا والآخرة فاختار الآخرة، وروى أحمد من حديت أبي مويهبة، قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم إني أوتيت مفاتيح خزائن الأرض والخلد ثم الجنة، فخيرت بين ذلك وبين لقاى ربي والجنة، فاخترت لقاء ربي والجنة، وعند عبد الرزاق من مرسل طاوس رفعه: خيرت بين أن أبقى حتى أرى ما يفتح على أمتي وبين التعجيل، فاخترت التعجيل.
426 - (حدثنا مسلم حدثنا شعبة عن سعد عن عروة عن عائشة قالت لما مرض النبي المرض الذي مات فيه جعل يقول في الرفيق الأعلى) هذا طريق آخر في حديث عائشة عن مسلم بن إبراهيم الأزدي القصاب البصري قوله في الرفيق الأعلى قال الجوهري الرفيق الأعلى الجنة وكذا روي عن ابن إسحاق وقيل الرفيق اسم جنس يشمل الواحد وما فوقه والمراد به الأنبياء عليهم السلام ومن ذكر في الآية وقال الخطابي الرفيق الأعلى هو الصاحب المرافق وهو ههنا بمعنى الرفقاء يعني الملائكة وقال الكرماني الظاهر أنه معهود من قوله تعالى * (وحسن أولئك رفيقا) * أي أدخلني في جملة أهل الجنة من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين والحديث المتقدم يشهد بذلك وقيل المراد بالرفيق الأعلى الله سبحانه وتعالى لأنه رفيق بعباده وغلط الأزهري قائل ذلك وقيل أراد رفق الرفيق وقيل أراد مرتفق الجنة وقال الداودي هو اسم لكل ما سما وقال الأعلى لأن الجنة فوق ذلك وفي التلويح والمفسرون ينكرون قوله ويقولون إنه صحف الرقيع بالقاف والرقيع من أسماء السماء ورد على هذا بما روي من الأحاديث التي فيها الرفيق * منها حديث رواه أحمد من رواية المطلب عن عائشة مع الرفيق الأعلى مع الذين أنعم الله عليهم إلى قوله رفيقا * ومنها حديث رواه النسائي من رواية أبي بردة بن أبي موسى عن أبيه وفيه فقال أسأل الله الرفيق الأسعد مع جبريل وميكائيل وإسرافيل ومنها رواية الزهري في الرفيق الأعلى ورواية عباد عن عائشة اللهم اغفر لي وارحمني وألحقني بالرفيق الأعلى وفي رواية عن ذكوان عن عائشة فجعل يقول في الرفيق الأعلى حتى قبض ورواية ابن أبي مليكة عن عائشة وقال في الرفيق الأعلى وعن الواقدي إن أول كلمة تكلم بها وهو مسترضع عند حليمة الله أكبر وآخر كلمة تكلم بها كما في حديث عائشة في الرفيق الأعلى وروى الحاكم من حديث أنس أن آخر ما تكلم به جلال ربي الرفيع 427 - (حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري قال عروة بن الزبير إن عائشة قالت
(٦٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 ... » »»