أي: فسجرت التنور أي: أوقدته، بها أي: بالكتاب الذي هو الصحيفة، وهذا الصنيع من كعب يدل على قوة إيمانه ومحبته لله ورسوله. قوله: (إذا رسول الله صلى الله عليه وسلم)، كلمة: إذا للمفاجأة، وعن الواقدي: إن هذا الرسول هو خزيمة بن ثابت. قوله: (أن تعتزل امرأتك) اسمها: عميرة بنت جبير بن صخر بن أمية الأنصارية، أم أولاده الثلاثة: عبد الله وعبيد الله ومعبد، ويقال: اسم امرأته التي كانت عنده يومئذ: خيرة، بالخاء المعجمة المفتوحة وسكون الياء آخر الحروف، وقال الذهبي: عميرة بنت جبيرصلت القبلتين وهي زوجة كعب بن مالك، وقال أيضا: خيرة امرأة كعب بن مالك لها حديث غريب في (كتاب الوجدان) لابن أبي عاصم، وقال أبو عمر: خيرة امرأة كعب بن مالك الشاعر، ويقال: حيرة، بالحاء المهملة، حديثها عند الليث بن سعد من رواية ابن وهب وغيره بإسناد ضعيف لا يقوم به حجة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: لا يجوز لامرأة في مالها أمر إلا بإذن زوجها. قوله: (ألحقي بأهلك)، هذا اللفظ من الكنايات، ومحلها في الفروع قوله: (فجاءت امرأة هلال بن أمية) هي: خولة بنت عاصم، وقال الذهبي: هي التي لاعنها هلال ففرق رسول الله صلى الله عليه وسلم، بينهما. قوله: (فقال لي بعض أهلي) استشكل هذا مع نهي النبي صلى الله عليه وسلم عن كلام الثلاثة. وأجيب: بأنه يحتمل أن يكون عبر عن الإشارة بالقول، وقيل: لعله من النساء، لأن النهي لم يقع عن كلام النساء اللاتي في بيوتهم، وقيل: كان الذي كلمه منافقا، وقيل: كان ممن يخدمه ولم يدخل في النهي. قوله: (حتى كملت)، بضم الميم وفتحها وكسرها. قوله: (على الحالة التي ذكر الله تعالى)، وهو في قوله تعالى: * (وعلى الثلاثة الذين خلفوا حتى إذا ضاقت عليهم الأرض بما رحبت) * (التوبة: 118)... الآية قوله: (على جبل سلع)، بفتح السين المهملة وسكون اللام: وهو جبل معروف بالمدينة، وفي رواية معمر: من ذروة سلع، أي: أعلاه. قال الواقدي: الذي أوفى على سلع أبو بكر الصديق. قوله: (يا كعب بن مالك! أبشر)، من البشارة وفي رواية عمر بن كثير عند أحمد عن كعب: إذ سمعت رجلا على الثنية يقول: كعب كعب، حتى دنا مني، فقال: بشروا كعبا. قوله: (فخررت)، أي: أسقطت نفسي على الأرض حال كوني ساجدا، وفيه مشروعية سجدة الشكر، وكرهها أبو حنيفة ومالك. قوله: (وآذن)، أي: أعلم. قوله: (وذهب قبل صاحبي)، بكسر القاف وفتح الباء الموحدة أي: جهة صاحبي، بفتح الباء الموحدة وتشديد الياء، تثنية: صاحب وهما: هلال ومرارة. قوله: (مبشرون)، فاعل ذهب، جمع: مبشر قوله: (وركض إلى رجل فرسا) وهو الزبير بن العوام، وقيل: حمزة ابن عمرو، ووالله أعلم. قوله: (وسعى ساع)، هو حمزة بن عمر، ورواه الواقدي، وقال: أبو عمر حمزة بن عمر والأسلمي من ولد أسلم ابن أفصى بن حارثة بن عمرو بن عامر، يكنى أبا حاتم، ويعد في أهل الحجاز، مات سنة إحدى وستين وهو ابن ثمانين سنة، روى عنه أهل المدينة وكان يسرد الصوم، وعند ابن عائذ: إن اللذين سعيا أبو بكر وعمر رضي الله تعالى عنهما، لكنه صدره بقوله: زعموا قوله: (فأوفى على الجبل)، أي: ارتفع وأشرف، وقال الواقد: الذي بشر هلال بن أمية بتوبته سعيد بن زيد، وكان الذي بشر مرارة بتوبته سلكان بن سلامة أو سلمة بن سلامة بن وقش. قوله: (قلما جاءني الذي سمعت صوته) هو حمزة بن عمرو الأسلمي. قوله: (والله ما أملك غيرهما يومئذ)، يعني: من جنس الثياب. قوله: (فوجا فوجا) أي: جماعة جماعة. قوله: (واستعرت ثوبين)، استعارهما من أبي قتادة. قاله الواقي. قوله: (لتهنك)، بكسر النون، وزعم ابن التين أنه بفتحها، قال: لأنه من: يهنأ، بالفتح. قوله: (ولا أنساها لطلحة)، وهو طلحة بن عبيد الله المذكور، وهو أحد العشرة المبشرة. قوله: (أبشر بخير يوم مر عليك) فإن قلت: يوم إسلامه خير أيامه؟ قلت: قال الكرماني: المراد به سوى يوم إسلامه ولظهوره تركه، وقيل: يوم إسلامه بداية سعادته ويوم توبته مكمل لها، فهو خير من جميع أيامه فيوم توبته المضاف إلى إسلامه خير من يوم إسلامه المجرد عنها. قوله: (قال: لا) أي: ليس من عندي بل من عند الله. قوله: (إذا سر)، على صيغة المجهول أي: إذا حصل له السرور (استنار وجهه) أي: تنور. قوله: (حتى كأنه قطعة قمر) فإن قلت: لم لم يقل: كأنه قمر؟ فما الحكمة في تقييده بالقطعة؟ قلت: قيل: للاحتراز من قطعة السواد التي في القمر. قوله: (وكنا نعرف ذلك منه) وفي رواية الكشميهني: فيه، وذلك إشارة إلى ما كان يحصل له من استنارة وجهه عند السرور قوله: (أن أنخلع)، أي: أن أخرج من مالي بالكلية. قوله: (صدقة)، بالنصب أي:
(٥٤)