روى عن مجاهد قوله ' أعمرته الدار ' إلى آخره مر في كتاب الهبة قوله ' جعلتها له ' أي هبة وهذا لم يثبت إلا في رواية أبي ذر (نكرهم وأنكرهم واستنكرهم واحد) أشار به إلى قوله تعالى * (فلما رأى أيديهم لا تصل إليه نكرهم وأوجس منهم خيفة) * الآية أي فلما رأى أيدي الملائكة لا تصل إلى عجل حنيذ الذي قدمه إليهم حين جاء خاف فقالوا * (لا تخف إنا أرسلنا إلى قوم لوط) * وأشار بأن معنى نكرهم الثلاثي المجرد وأنكرهم الثلاثي المزيد فيه واستنكرهم من باب الاستفعال كلها بمعنى واحد من الإنكار وقال الجوهري نكرت الرجل بالكسر نكرا ونكورا وأنكرته كله بمعنى (حميد مجيد كأنه فعيل من ماجد. محمود من حمد) أشار به إلى قوله عز وجل * (رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت إنه حميد مجيد) * أي أن الله هو الذي يستحق الحمد والمجد والمجد الشرف يقال رجل ماجد إذا كان سخيا واسع العطاء قوله ' كأنه فعيل ' ليس هذا محل الشك حتى قال كأنه فعيل أي كان وزنه فعيل بل هو على وزن فعيل من صيغة ماجد وحميد بمعنى محمود قوله ' من حمد ' أي أخذ حميد من حمد على صيغة المجهول وقال الطيبي المجيد مبالغة الماجد من المجد وهو سعة الكرم من قولهم مجدت الماشية إذا صادفت روضة انفا وأمجدها الراعي وقيل المجيد بمعنى العظيم الرفيع القدر (إجرامي هو مصدر من أجرمت وبعضهم يقول جرمت) أشار به إلى قوله عز وجل * (قل إن افتريته فعلي إجرامي وأنا برئ مما تجرمون) * قال الزمخشري وإجرامي بلفظ المصدر والجمع كقوله * (والله يعلم إسرارهم) * وينصر الجمع أن فسروه بآثامي والمعنى إن صح وثبت أني افتريته فعلي عقوبة إجرامي أي افترائي ويقال الإجرام اكتساب السيئة يقال أجرم فهو مجرم قوله ' وبعضهم ' يقول جرمت يعني من صيغة الثلاثي المجرد وهو قول أبي عبيدة وجرمت بمعنى كسبت (الفلك والفلك واحد وهي السفينة والسفن) أشار به إلى قوله تعالى * (واصنع الفلك بأعيننا) * وأشار بأن الفلك يطلق على الواحد وعلى الجمع بلفظ واحد فلذلك قال وهي السفينة والسفن أي الفلك إذا أطلق على الواحد يكون المعنى السفينة وإذا أطلق على الجمع يكون المعنى السفن التي هي جمع سفينة والفاء فيهما مضمومة فضمة المفرد مثل ضمة قفل وضمة الجمع مثل ضمة أسد جمع أسد (مجراها مدفعها وهو مصدر أجريت وأرسيت حبست ويقرأ مرساها من رست هي ومجراها من جرت هي ومجريها ومرسيها من فعل بها) أشار به إلى قوله تعالى * (وقال اركبوا فيها بسم الله مجراها ومرساها) * وفسر مجراها بضم الميم الذي هو قراءة الجمهور بقوله مدفعها وأراد به مسيرها وعن ابن عباس مجراها حيث تجري ومرساها حيث ترسي قوله ' وهو مصدر أجريت ' أراد به المصدر الميمي والمصدر على بابه من أجريت إجراء قوله ' وأرسيت حبست ' أي معنى أرسيت حبست قوله ويقرأ مرساها يعني بفتح الميم وهي قراءة الكوفيين حمزة والكسائي وحفص عن عاصم قوله ' من رست ' أي أن مرساها بفتح الميم مأخوذ من رست أي السفينة إذا ركدت واستقرت وكذلك مجراها بفتح الميم من جرت هي أي من جرت تجري جريا قوله ' ومجريها ومرسيها ' يعني تقرأ بضم الميم فيهما وهي قراءة يحيى بن وثاب والمعنى الله مجريها ومرسيها (فالأول) من الإجراء (والثاني) من الإرساء قوله من فعل بها بصيغة المعلوم والمجهول يرجع إلى القراءتين ففي قراءة بفتح الميم بصيغة المعلوم وفي قراءة بلفظ الفاعل بصيغة المجهول *
(٢٩٢)