جعفر أن ابن عباس قرأ ألا إنهم تثنوني صدورهم قلت يا أبا العباس ما تثنوني صدورهم قال كان الرجل يجامع امرأته فيستحي أو يتخلى فيستحي فنزلت: * (ألا إنهم يثنون صدورهم) *.
هذا طريق آخر في الحديث المذكور أخرجه عن إبراهيم بن موسى الفراء أبي إسحاق الرازي المعروف بالصغير عن هشام بن يوسف الصنعاني اليماني قاضيها عن عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج.
قوله: (وأخبرني)، ويروى عن ابن جريج. قال: وأخبرني، فكأن هذه العبارة تدل على أن ابن جريج روى هذا عن غير محمد بن عباد، وفي رواية الطبري عن ابن جريج عن ابن أبي مليكة عن ابن عباس. قوله: (تثنوني)، على وزن، تفعوعل، كما ذكرناه عن قريب، (وصدورهم) مرفوع به قلت: قائله محمد بن جعفر، وأبو العباس كنية عبد الله بن عباس.
203 - (حدثنا الحميدي حدثنا سفيان حدثنا عمرو قال قرأ ابن عباس ألا إنهم يثنون صدورهم ليستخفوا منه ألا حين يستغشون ثيابهم وقال غيره عن ابن عباس يستغشون يغطون رؤسهم) هذا طريق آخر أخرجه عن عبد الله بن الزبير بن عيسى الحميدي عن سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار قوله ' يثنون ' بفتح الياء وسكون الثاء المثلثة وضم النون وهي القراءة المشهورة ولفظ صدورهم منصوب به قوله ' ليستخفوا منه ' قد مر تفسيره عن قريب قوله ' وقال غيره ' أي غير عمرو بن دينار روى عن ابن عباس (سئ بهم ساء ظنه بقومه وضاق بهم بأضيافه) أشار به إلى قوله تعالى ولما جاءت رسلنا لوطا سئ بهم وضاق بهم ذرعا والذي فسره البخاري مروي عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس أخرجه الطبري والضمير في بهم يرجع إلى قوم لوط وفي الذي ضاق بهم يرجع إلى الأضياف وهم الملائكة الذين أتوا لوطا في صورة غلمان جرد فلما نظر إلى حسن وجوههم وطيب روائحهم أشفق عليهم من قومه وضاق صدره وعظم المكروه عليه قوله ' وضاق بهم ذرعا ' قال الزجاج يقال ضاق زيد بأمره ذرعا إذا لم يجد من المكروه الذي أصابه مخلصا (بقطع من الليل بسواد) أشار به إلى قوله تعالى فأسر بأهلك بقطع من الليل ولا يلتفت منكم أحد الآية وفسر القطع بسواد وهو مروي هكذا عن ابن عباس أخرجه ابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عنه وقال أبو عبيدة معناه ببعض من الليل وروى عبد الرزاق عن معمر عن قتادة بطائفة من الليل (وقال مجاهد أنيب أرجع) أشار به إلى قوله تعالى وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب وفسر أنيب من الإنابة بقوله أرجع وقد وصله عبد بن حميد من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد بهذا ولم تقع نسبة هذا إلى مجاهد في رواية أبي ذر وربما يوهم ذلك أنه عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما وليس كذلك وهنا تفسير ألفاظ وقعت في بعض النسخ قبل باب وكان عرضه على الماء (سجيل الشديد الكبير: سجيل وسجين واللام والنون أختان وقال تميم بن مقبل * ورجلة يضربون البيض ضاحية * ضربا تواصى به الأبطال سجينا * أشار به إلى قوله تعالى * (وأمطرنا عليها حجارة من سجيل منضود) * وفسره بقوله الشديد الكبير بالباء وبالثاء المثلثة أيضا وقال أبو عبيدة هو الشديد من الحجارة الصلب واعترض ابن التين بأنه لو كان معنى السجيل الشديد الكبير لما دخلت