عمدة القاري - العيني - ج ١٨ - الصفحة ٣٠٣
ابن عباس أيضا خلق الغرارة والحبل ورثة المتاع.
غاشية من عذاب الله عامة مجللة أشار به إلى قوله تعالى: * (أفأمنوا أن تأتيهم غاشية من عذاب الله أو تأتيهم الساعة بغتة وهم لا يشعرون) * (يوسف: 107) وفسر غاشية بقوله: (عمامة) أي: نقمة عامة. قوله: (مجللة)، بالجيم من جلل الشيء تجليلا أي: عمه، وهو صفة غاشية لأن ابن عباس فسر الغاشية بقوله: مجللة، ويرد بهذا قول بعضهم: أن مجللة تأكيد عامة. وقال قتادة: غاشية وقيعة، وقال الضحاك: الصواعق والقوارع.
((باب)) أي: هذا باب، وليس في معظم النسخ لفظ باب.
استيأسوا يئسوا لا تيأسوا من روح الله معناه الرجاء لم يثبت هذا ألا لأبي ذر عن المستملي والكشميهني، وأشار بقوله: * (استيأسوا) * إلى قوله تعالى: * (فلما استيأسوا منه خلصوا نجيا) * (يوسف: 80) وفسره بقوله: (يئسوا) أي: فلما أيس أخوة يوسف من يوسف أن يجيبهم إلى ما سألوه خلصوا نجيا. أي: خلا بعضهم ببعض يتناجون ويتشاورون لا يخالطهم غيرهم، والآن يأتي مزيد الكلام فيه إن شاء الله تعالى قوله: * (لا تيأسوا من روح الله) * أشار به إلى قوله تعالى: * (ولا تيأسوا من روح الله إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون) * (يوسف: 87) ومعنى من روح الله من رحمته، قال قتادة والضحاك: من فضل الله، وقال ابن زيد: من فرج الله، وهذا حكاية عن كلام يعقوب، عليه السلام، لأولاده قوله: (معناه الرجاء) أي: معنى عدم اليأس الرجاء أو معنى التركيب الرجاء، أو لا روح به حقيقة.
خصلوا نجيا اعتزلوا نجيا والجسم أنجية يتناجون الواحد نجي والاثنان والجميع نجي وأنجية.
أشار به إلى قوله تعالى: * (فلما استيأسوا منه خلصوا نجيا) * ولم يثبت هذا إلا لأبي ذر عن المستملي والكشميهني وقوله: (خلصوا) جواب لما وفسر خلصوا بقوله: (اعتزلوا) ووقع في رواية المستملي: اعترفوا والأول هو الصواب، والنجي هو الذي يناجي، ويستوي فيه الواحد والاثنان والجمع المذكر والمؤنث لأنه مصدر في الأصل جعل نعتا كالعدل والزور ونحوهما وجاء جمعه أنجية وقد نبه عليه بقوله: وأنجبة وانتصاب: نجيا، على الحال أي: حال كونهم متناجين فيما يعملون في ذهابهم إلى أبيهم من غير أخيهم.
12 ((سورة يوسف عليه السلام)) أي: هذا في بيان بعض تفسير سورة يوسف عليه السلام، قال أبو العباس في: (مقامات التنزيل): سورة يوسف مكية كلها وما بلغنا فيها اختلاف، وفي: (تفسير ابن النقيب): عن ابن عباس وقتادة: نزلت بمكة إلا أربع آيات فإنهن نزلن بالمدينة، ثلاث آيات من أولها والرابعة: * (لقد كان في يوسف وإخوته آيات للسائلين) * (يوسف: 7) وسبب نزولها سؤال اليهود عن أمر يعقوب ويوسف عليه السلام، وهي مائة وإحدى عشر آية، وألف وسبعمائة وست وسبعون كلمة، وسبعة آلاف ومائة وست وستون حرفا.
بسم الله الرحمن الرحيم لم تثبت البسملة إلا في رواية أبي ذر.
باب أي: هذا باب في كذا وكذا، ولم يثبت لفظ: باب في معظم النسخ.
وقال فضيل عن حصين عن مجاهد متكأ الأترج قال فضيل الأترج بالحبشية متكا وقال ابن عيينة عن رجل عن مجاهد متكا كل شيء قطع بالسكين فضيل مصغر فضل وهو ابن عياض بن موسى أبو علي، ولد بسمرقند نشأ بأبيورد، وكتب الحديث بكوفة وتحول إلى مكة وأقام بها إلى أن مات في سنة سبع وثمانين ومائة، وقبره بمكة يزار، وحصين، بضم الحاء المهملة: ابن عبد الرحمن السلمي. قوله: (متكأ) بضم الميم وتشديد التاء وفتح الكاف وبالهمزة المنونة، وفسره مجاهد بأنه الأترج، بضم الهمزة وسكون التاء وضم الراء وتشديد الجيم، وروى هذا التعليق ابن المنذر عن يحيى بن محمد بن يحيى: حدثنا مسدد حدثنا يحي بن سعيد عن فضيل بن عياض عن حصين به، وقال الزمخشري: متكأ ما يتكأ عليه من نمارق، وقيل: متكأ مجلس الطعام لأنهم كانوا يتكئون للطعام والشراب والحديث كعادة المترفين، ولهذا نهى أن يأكل الرجل متكئا، وعن مجاهد: متكأ طعاما يحز حزا، كأن المعنى: يعتمد بالسكين لأن القاطع يتكئ على المقطوع بالسكين، ويقال في الأترج: الاترنج، بالنون الساكنة بعد الراء ويدغم النون في الجيم أيضا، وكانت زليخا أهدت ليوسف أترجة على ناقة وكأنها الأترجة التي ذكرها أبو داود في: (سننه) أنها شقت بنصفين وحملا كالعدلين على جمل. قوله: (قال فضيل الأترج بالحبشية متكأ) أي: بلسان الحبشة، أو باللغة الحبشية. قوله: متكا بضم الميم وسكون التاء وبتنوين الكاف، وهذا التعليق رواه أبو محمد عن أبيه عن إسماعيل بن عثمان: حدثنا يحيى بن يمان عنه، وقرأ: متكا، بضم الميم وتشديد التاء وتنوين الكاف بغير همزة، وعن الحسن: متكأ، بالمد كأنه مفتعال وذلك لإشباع فتحة الكاف لقوله: بمنتزاح، بمعنى منتزح. قوله: (وقال ابن عيينة) وهو سفيان بن عيينة (عن رجل) هو مجهول (عن مجاهد متكأ) بضم الميم وسكون التاء وتنوين الكاف، وهو (كل شيء قطع بالسكين) وقيل: من متك الشيء بمعنى: بتكه إذا قطعه، وقرأ الأعرج: متكأ على وزن مفعل من تكأ يتكأ إذا اتكا.
وقال قتادة لذو علم عامل بما علم أشار به إلى قوله تعالى: * (وإنه لذو علم لما علمناه) * (يوسف: 68).. الآية، وفسر قتادة قوله: لذو علم، بقوله: عامل بما علم. ورواه ابن أبي حاتم عن أبيه: حدثنا أبو معمر عن إسماعيل بن إبراهيم القطيعي حدثنا سفيان بن عيينة عن أبي عروبة عن قتادة، والضمير في: أنه، يرجع إلى يعقوب عليه السلام، وهذا لا يتضح إلا إذا وقف الشخص على القضية من قوله تعالى: * (وقال يا بني لا تدخلوا من باب واحد) * (يوسف: 67) إلى قوله: * (ولكن أكثر الناس لا يعلمون) * (يوسف: 72).
(٣٠٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 298 299 300 301 302 303 303 303 303 304 305 ... » »»