عمدة القاري - العيني - ج ١٨ - الصفحة ٢٨٩
علي وزر بن حبيش، وقال مقاتل: كان تنور آدم، عليه الصلاة والسلام، وإنما كان بالشام بموضع يقال له: عين وردة، وعن عكرمة، كان التنور بالهند.
وقال عكرمة وجه الأرض أي: قال عكرمة مولى ابن عباس، التنور اسم لوجه الأرض، وذكروا فيه ستة أقوال: أحدها: هذا. والثاني: اسم لأعلى وجه الأرض. والثالث: تنوير الصبح من قولهم: نور الصبح تنويرا. والرابع: طلوع الشمس. والخامس: هو الموضع الذي اجتمع فيه ماء السفينة فإذا فار منه الماء كان ذلك علامة لنوح، عليه الصلاة والسلام، لركوب السفينة، والسادس: ما ذكره البخاري.
1 ((باب: * (ألا إنهم يثنون صدورهم ليستخفوا منه إلا حين يستغشون ثيابهم يعلم ما يسرون وما يعلنون إنه عليم بذات الصدور) * (هود: 5)) وفي بعض النسخ: باب: * (إلا إنهم يثنون) * وقد ذكرنا عن قريب أنه من الثني وما قالوا فيه.
4681 ح دثنا الحسن بن محمد بن صباح حدثنا حجاج قال قال ابن جريج أخبرني محمد بن عباد بن جعفر أنه سمع ابن عباس يقرأ ألا إنهم يثنوني صدورهم قال سألته عنها فقل أناس كانوا يستحيون أن يتخلوا فيفضوا إلى السماء وأن يجامعوا نساءهم فيفضوا إلى السماء فنزل ذالك فيهم.
مطابقته للترجمة ظاهرة. والحسن بن محمد بن صباح: تشديد الباء الموحدة، أبو علي الزعفراني، مات يوم الاثنين لثمان بقين من رمضان سنة ستين ومائتين، وحجاج هو ابن محمد الأعور ترمذي سكن المصيصة، وابن جريح هو عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج، ومحمد بن عباد، بتشديد الباء الموحدة ابن جعفر المخزومي.
قوله: (ألا إنهم)، كلمة تنبيه تدل على تحقق ما بعدها. قوله: (يثنوني)، بفتح الياء آخر الحروف وسكون الثاء المثلثة وفتح النون وسكون الواو وكسر النون الأخيرة، هو مضارع على وزن يفعوعل وماضيه أئتوني. علي وزن افعوعل من الثني على طريق المبالغة. كما تقول: أحلولي، للمبالغة من الحلاوة، وقال بعضهم: هذا بناء مبالغة، كاعشوشب. قلت: كان ينبغي أن يقول: كيعشوشب، فأحد الشيئين والواو زائدتان لأنه من عشب، وقرئ بالتاء المثناة في أوله موضع الياء آخر الحروف. وعلى الوجهين لفظ: (صدورهم) مرفوع به والقراءة المشهورة يثنون بلفظ الجمع المذكر المضارع، والضمير فيه راجع إلى المنافقين، وصدورهم منصوب به، وقرئ: لتئتوني، بزيادة اللام في أوله: وتثنون أصله تثنوين، من الثن بكسر الثاء المثلثة وتشديد النون، وهو ماهش وضعف من الكلام يريد مطاوعة صدورهم للتمني كما يثنى النبات من هشه، وأراد ضعف إيمانهم ومرض قلوبهم: قرىء: تثنثن من اثنان على وزن افعال منه، ولكنه همز كما قيل: أبيأضت من ابياضت، وقرئ: يثنوي. على وزن يرعوي. قوله: (كانوا يستحيون)، من الحياء، ويروى: يستخفون، من الاستخفاء، وقال ابن عباس: كانوا يستحيون أن يتخلوا فيفضوا إلى السماء وأن يجامعوا نساءهم فيفضوا إلى السماء. قوله: (أن يتخلوا)، أي: أن يقضوا الحاجة في الخلاء وهم عراة، وحكى ابن التين بفتح الحاء المهملة، ثم حكى عن الشيخ أبي الحسن القابسي أنه أحسن، أي: يرقدون على حلاوة قفاهم. قوله: (فيفضوا)، من أفضى الرجل إلى امرأته إذا باشرها، وفي رواية أبي أسامة: كانوا لا يأتون النساء ولا الغائط إلا وقد تغشوا بثيابهم كراهة أن يفضوا بفروجهم إلى السماء. (فنزل ذلك) أي: قوله عز وجل: * (ألا إنهم يثنون) * الآية.
4682 ح دثني إبراهيم بن موسى أخبرنا هشام عن ابن جريج وأخبرني محمد بن عباد بن
(٢٨٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 284 285 286 287 288 289 290 291 292 293 294 ... » »»