عمدة القاري - العيني - ج ١٨ - الصفحة ٢٧٩
مطابقته للترجمة ظاهرة. ومحمد شيخ البخاري مختلف فيه، فقال الحاكم: هو محمد بن النضر النيسابوري وقد مر في تفسير سورة الأنفال، وقال مرة: هو محمد بن إبراهيم البوشنجي، وقال أبو علي الغساني: هو محمد بن يحيى الذهلي، وأحمد ابن أبي شعيب هو أحمد بن عبد الله بن مسلم وأبو شعيب كنية مسلم لا كنية عبد الله وكنية أحمد أبو الحسن، وقد وقع في رواية أبي علي بن السكن، حدثني أحمد بن أبي شعيب، بلا ذكر محمد، والأول هو قول الأكثرين، وإن كان أحمد بن أبي شعيب من مشايخه، وهو ثقة باتفاق، وليس له في البخاري سوى هذا الموضع، وموسى بن أعين، بفتح الهمزة والياء آخر الحروف وسكون العين المهملة بينهما الجزري، بالجيم والزاي والراء، وقد مر في الصوم، وإسحاق بن راشد الجزري أيضا والزهري محمد بن مسلم.
وهذا الحديث قطعة من قصة كعب بن مالك. وقد تقدمت بكمالها في المغازي في غزوة تبوك.
قوله: (تيب) بكسر التاء المثناة وسكون الياء آخر الحروف، مجهول تاب توبة. قوله: (غزوة العسرة)، ضد اليسرة، وهي غزوة تبوك. قوله: (فأجمعت) أي: عزمت قوله: (صاحبي) وهما مرارة بن الربيع وهلال بن أمية. قوله: (أهم) من: أهمني الأمر إذا أقلقك وأحزنك. قوله: (ولا يصلي)، على صيغة المجهول وفي وراية الكشميهني: ولا يسلم، وحكى عياض أنه وقع لبعض الرواة. فلا يكلمني أحد منهم ولا يسلمني. واستبعده لأن المعروف أن السلام إنما يتعدى بحرف الجر، وقد وجهه بعضهم بأن يكون اتباعا أو يرجع إلى قول من فسر السلام، بأنت مسلم مني. قلت: هذا توجيه لا طائل تحته. قوله: (ورسول الله صلى الله عليه وسلم، عند أم سلمة)، الواو فيه للحال. وأم سلمة هند. قوله: (معنية)، بفتح الميم وسكون العين المهملة وكسر النون وبالياء آخر الحروف المشددة من الاعتناء، وهذه رواية الأكثرين وفي رواية الكشميهني: معينة، بضم الميم وكسر العين وسكون الياء وفتح النون من الإعانة، وليست بمشتقة من العون. كما قاله بعضهم: قوله: (إذا يحطمكم) من الخطم وهو الدوس، وفي رواية أبي ذر عن المستملي والكشميهني: إذا يخطفكم، بالحاء المعجمة وبالفاء من الخطف وهو مجاز عن الازدحام. قوله: (آذز) أي: اعلم. قوله: (كذبوا) بتخفيف الذال ورسول الله بالنصب لأن كذب يتعدى بدون الصلة. قوله: (يعتذرون إليكم) يعني: المنافقين إذا رجعوا إلى المدينة يعتذرون إليكم إذا رجعتم إليهم. قوله: (لن نؤمن لكم) أي: لن نصدقكم. قوله: (قد نبأنا الله) أي: قد أخبرنا الله من سرائركم وما تخفى صدوركم وسيرى الله عملكم ورسوله فيما بعد أتتوبون من نفاقكم أم تقيمون عليه وتردون بعد الموت إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم فيخبركم بما كنتم تعلمون في السر والعلانية ويجزيكم عليها.
19 ((باب قوله: * (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين) * (التوبة: 119)) أي هذا باب في قوله تعالى: * (يا أيها الذين آمنوا) * الآية، وهذه الآية عقيب قوله: * (وعلى الثلاثة الذين خلفوا) * (التوبة: 118) الآية، ولما جرى على هؤلاء الثلاثة من الضيق والكرب وهجر المسلمين إياهم نحوا من خمسين ليلة فصبروا على ذلك واستكانوا لأمر الله فرج الله عنهم بسبب صدقهم جميع ذلك وتاب عليهم، وكان عاقبة صدقهم وتقواهم نجاة لهم وخيرا، وأعقب ذلك بقوله: * (يا أيها الذين آمنوا) * الآية. قوله: (اتقوا الله) أي: خافوه. قوله: (وكونوا مع الصادقين) يعني: إلزموا الصدق تكونوا مع أهله وتنجوا من المهالك ويجعل لكم فرجا من أموركم ومخرجا.
4678 ح دثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن عقيل عن ابن شهاب عن عبد الرحمان ابن عبد الله بن كعب بن مالك أن عبد لله بن كعب بن مالك وكان قائد كعب بن مالك قال سمعت كعب بن مالك يحدث حين تخلف عن قصة تبوك فوالله ما أعلم أحدا أبلاه الله في صدق الحديث أحسن مما أبلاني ما تعمدت منذ ذكرت ذالك لرسول الله صلى الله عليه وسلم إلى يومي هاذا كذبا وأنزل الله عز وجل على رسوله صلى الله عليه وسلم لقد تاب الله على النبي والمهاجرين إلى
(٢٧٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 274 275 276 277 278 279 280 281 282 283 284 ... » »»