عمدة القاري - العيني - ج ١٨ - الصفحة ٢٧٠
كلمة. ما للنفي، أي: ما حاسبت نفسي لأبي بكر ولا لعمر. قوله: (ولهما كان أولى بكل خير) اللام فيه لام الابتداء، والواو فيه يصلح أن يكون للحال. وهما يرجع إلى أبي بكر وعمر، قوله: (منه) أي: من ابن الزبير. قوله: (وقلت: ابن عمة النبي صلى الله عليه وسلم) تجوز، وإنما هي عمة أبي النبي صلى الله عليه وسلم، وهي صفية بنت عبد المطلب. وكذلك قوله: (وابن أبي بكر) تجوز لأنه ابن بنت أبي بكر، وكذلك قوله: وابن أخي خديجة تجوز لأنه ابن ابن أخيها العوام. قوله: (فإذا هو) أي: ابن الزبير: (يتعلى عني) أي: يترفع منتحيا عني. قوله: (ولا يريد ذلك) أي: لا يريد أن أكون من خاصته. قوله: (ما كنت أظن أني أعرض هذا) أي: أظهر وأبذل هذا من نفسي وأرضى به فيدعه. أي: فإن يدعه أي يتركه ولا يرضى هو بذلك. قوله: (وما أراه يريد خيرا) أي: وما أظنه يريد خيرا يعني في الرغبة عني. قوله: (وإن كان لابد) أي: وإن كان هذا الذي صدر منه لا فراق له منه لأن يربني بنو عمي أي بنو أمية ويريني من التربية ومعناه: يكون بنو أمية أمراء علي وقائمين بأمري قوله: (أحب إلي) خبر إن. قوله: (غيرهم) أي: غير بني عمي. وهم الأمويون. وقال الحافظ إسماعيل في كتاب (التخيير) يعني: بقوله لأن يربني بنو عمي إلى آخره، لأن أكون في طاعة بني أمية وهم أقرب إلى قرابة من بني أسد أحب إلي.
10 ((باب قوله: * (والمؤلفة قلوبهم) * (التوبة: 60)) أي: هذا باب في قوله تعالى: * (والمؤلفة قلوبهم) * وليس في بعض النسخ لفظ باب. وقبله: * (إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب) * (التوبة: 60) الآية. وهذه الآية في بيان قسمة الصدقات ويبين الله عز وجل حكمها وتولى قسمتها بنفسه ومصرفها ثمانية أصناف، وسقطت المؤلفة قلوبهم لأن الله تعالى أعز الإسلام وأغنى عنهم، وكان يعطي لهم لتتألف قلوبهم أو ليدفع ضررهم عن المسلمين، وهل تعطى المؤلفة على الإسلام بعد النبي صلى الله عليه وسلم؟ فيه خلاف، فروي عن عمر والشعبي وجماعة: أنهم لا يعطون بعده، وقال آخرون: بل يعطون، لأنه صلى الله عليه وسلم قد أعطاهم بعد فتح مكة وكسر هوازن، وهذا أمر قد يحتاج إليه فيصير إليهم، واختلف في الوقت الذي تألفهم فيه فقيل: قبل إسلامهم، وقيل: بعد واختلف متى قطع ذلك عنهم؟ فقيل: في خلافة الصديق، وقيل: في خلافة الفاروق، وكان المؤلفة قلوبهم نحو الخمسين منهم أبو سفيان وابنه معاوية وحكيم بن حرام وعباس بن مرداس.
قال مجاهد يتألفهم بالعطية هذا وصله الفريابي عن ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد.
4667 ح دثنا محمد بن كثير أخبرنا سفيان عن أبيه عن ابن أبي نعم عن أبي سعيد رضي الله تعالى عنه قال بعث إلى النبي صلى الله عليه وسلم بشيء فقسمه بين أربعة وقال أتألفهم فقال رجل ما عدلت فقال يخرج من ضئضيء هاذا قوم يمرقون من الدين.
مطابقته للترجمة ظاهرة، وكثير ضد القليل وسفيان هو الثوري يروي عن أبيه سعيد بن مسروق وهو يروي عن عبد الرحمن بن أبي نعم، بضم النون وسكون العين المهملة، ومضى هذا الحديث بهذا الإسناد في كتاب الأنبياء في قصة هود بأتم منه، وأخرجه هنا مختصرا.
قوله: (بين أربعة) وهم الأقرع بن حابس وعيينة بن بدر وزيد بن مهلهل وعلقمة ابن علاثة بالثاء المثلثة النجديون. قوله: (فقال رجل) هو ذو الخويصرة مصغر الخاصرة بالخاء المعجمة والصاد المهملة. قوله: (فقال) أي: رسول الله صلى الله عليه وسلم. قوله: (من ضئضيء) بكسر الضادين المعجمتين وسكون الهمزة وبالياء آخر الحروف، وهو الأصل، والمراد به النسل. قوله: (يمرقون) أي: يخرجون.
11 ((باب قوله: * (الذين يلمزون المطوعين من المؤمنين في الصدقات) * (التوبة: 79)) أي: هذا باب في قوله عز وجل قوله: * (الذي يلمزون) * الآية. هذه الآية في صفات المنافقين لا يسلم أحد من عيبهم ولمزهم في
(٢٧٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 265 266 267 268 269 270 271 272 273 274 275 ... » »»