وذو الحجة والمحرم ورجب مضر الذي بين جمادى وشعبان) مطابقته للترجمة ظاهرة وعبد الله بن عبد الوهاب أبو محمد الحجبي البصري وأيوب هو السختياني ومحمد هو ابن سيرين وابن أبي بكرة هو عبد الرحمن يروي عن أبيه أبي بكرة نفيع بن الحارث والحديث مضى في أوائل بدء الخلق فإنه أخرجه هناك عن محمد بن المثنى عن عبد الوهاب عن أيوب عن محمد بن سيرين إلى آخره قوله إن الزمان المراد به السنة قد استدار المراد بالاستدارة انتقال الزمان إلى هيئته الأولى وذلك أن العرب كانوا يؤخرون المحرم إلى صفر وهو النسيء ليقاتلوا فيه ويفعلون ذلك سنة بعد سنة فينتقل المحرم من شهر إلى شهر حتى يجعلوه في جميع شهور السنة قوله كهيئته أي على الوضع الذي كان قبل النسيء لا زائدا في العدد ولا مغيرا كل شهر عن موضعه قوله متواليات أي متتابعات قوله ورجب مضر إنما أضيف رجب إلى مضر التي هي القبيلة لأنهم كانوا يعظمونه ولم يغيروه عن مكانه ورجب من الترجيب وهو التعظيم ويجمع على أرجاب ورجاب ورجبات وقوله بين جمادى وشعبان تأكيد والمراد بجمادى جمادى الآخرة وقد يذكر ويؤنث فيقال جمادى الأول والأولى وجمادى الآخر والآخرة ويجمع على جمادات كحبارى وحباريات وسمي بذلك لجمود الماء فيه قلت كأنه حين وضع أولا اتفق جمود الماء فيه وإلا فالشهور تدور * - 9 ((باب قوله: * (ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا) * (التوبة: 40) أي: ناصرنا)) أي: هذا باب في قوله تعالى: * (ثاني اثنين) * إلى آخره، وليس في بعض النسخ لفظ: باب، وقيل: ثاني اثنين * (إلا تنصروه فقد نصره الله إذا خرجه الذين كفروا ثاني اثنين إذ هما في الغار) * الآية. قوله: (إلا تنصروه) أي إلا تنصروا رسوله محمدا صلى الله عليه وسلم، فإن الله ناصره ومؤيده وكافيه وحافظه كما تولى نصره (إذ أخرجه الذين كفروا) أي حين أخرجه مشركو مكة وذلك عام الهجرة حين هموا بقتله أو حبسه أو نفيه. قوله: (ثاني اثنين) أي: أحد الاثنين، كقولك: ثالث ثلاثة، وهما رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأبو بكر الصديق رضي الله عنه. وانتصابه على الحال، وقرئ: ثاني اثنين، بالسكون قوله: (إذ هما) بدل من قوله: (إذ أخرجه الذين كفروا) والغار ثقب في أعلى ثور وهو جبل مشهور بالمفجر من خلف مكة من طريق اليمن، وهو المعروف بثور أطحل، وقال الزمخشري: وهو جبل في يمنى مكة على مسيرة ساعة. قوله: (إذ يقول:) بدل ثان. قوله: (لصاحبه) هو أبو بكر رضي الله عنه. قوله: (أي ناصرنا) هذا تفسير قوله: (معنا).
السكينة فعيلة من السكون أشار به إلى قوله: * (فأنزل الله سكينته عليه وأيده) * الآية، ثم أشار إلى أن وزن السكينة: فعيلة، وأنه مشتق من السكون، وفي التفسير: * (فأنزل الله سكينته عليه) * أي: تأييده، ونصره عليه أي: على رسوله في أشهر القولين، وقيل: على أبي بكر رضي الله عنه، وروي عن ابن عباس وغيره، قالوا: لأن الرسول لم تزل معه سكينة، وهذا لا ينافي تجديد سكينة خاصة بتلك الحال، ولهذا قال: * (أيده بجنود لم تروها) * أي: الملائكة.
4663 ح دثنا عبد الله بن محمد حدثنا حبان حدثنا همام حدثنا ثابت حدثنا أنس قال حدثني أبو بكر رضي الله عنه قال كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في الغار فرأيت آثار المشركين قلت يار سول الله لو أن أحدهم رفع قدمه رآنا قال ما ظنك بإثنين الله ثالثهما. (انظر الحديث 3653 وطرفه).
مطابقته للترجمة ظاهرة. وعبد الله بن محمد أبو جعفر الجعفي البخاري المعروف بالسندي، وحبان، بفتح الحاء المهملة وتشديد الباء الموحدة: ابن هلال الباهلي، وهمام بتشديد الميم الأولى ابن يحيى العوذي، بفتح العين المهملة وسكون الواو وبالذال المعجمة، وثابت بن أسلم البناني ولم يأت إسناد إلى هنا مثل هذا الإسناد، فإن رواته كلهم بالتحديث الصرف، والحديث مضى في مناقب أبي بكر رضي الله عنه، فإنه أخرجه هناك عن محمد بن سنان عن همام... إلى آخره. ومضى الكلام فيه هناك.