عمدة القاري - العيني - ج ١٨ - الصفحة ١٦٩
الذين آمنوا لا يحل لكم أن ترثوا النساء كرها ولا تعضلوهن لتذهبوا ببعض ما آتيتموهن) * (النساء: 19) قال كانوا إذا مات الرجل كان أولياؤه أحق بامرأته إن شاء بعضهم تزوجها وإن شاؤا زوجوها وإن شاؤا لم يزوجوها فهم أحق بها من أهلها فنزلت هاذه الآية في ذلك.
مطابقته للترجمة ظاهرة. ومحمد بن مقاتل أبو الحسن المروزي، وأسباط، بفتح الهمزة وسكون السين المهملة وبالياء الموحدة: ابن محمد بن عبد الرحمن القرشي الكوفي قال الواقدي: مات في أول سنة مائتين وأدركه البخاري بالسن وعن ابن معين. كان يخطئ عن سفيان فلذلك ذكره ابن البرقي في الضعفاء، ولكن قال: كان ثبتا فيما يروي عن الشيباني ومطرف، وقال العقيلي، ربما وهم في الشيء وليس له في البخاري سوى هذا الحديث، والشيباني، بالشين المعجمة وهو سليمان بن فيروز، وأبو الحسن اسمه عطاء. وقال الكرماني: اسمه مهاجر، مر في باب الإيراد بالظهر. (قلت): قال البخاري في باب الإيراد بالظهر: حدثنا محمد بن بشار حدثنا غندر قال: حدثنا شعبة عن مهاجر أبي الحسن سمع زيد بن وهب الحديث. وظن الكرماني أنهما واحد وليس كذلك لأن المذكور في: باب الإيراد بالظهر التيمي، والمذكور هنا السوائي، بضم السين المهملة وتخفيف الواو الممدودة وكسر الهمزة. نسبة إلى بني سواه بن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن بطن كبير.
والحديث أخرجه البخاري أيضا في الإكراه عن الحسين بن منصور. وأخرجه أبو داود في النكاح عن أحمد بن منيع وأخرجه النسائي في التفسير عن أحمد بن حرب.
قوله: (أخبرنا أسباط)، وفي بعض النسخ: حدثنا. قوله: (وذكره)، أي: الحديث. قوله: (ولا أظنه)، أي: ولا أحسبه وأشار بهذا إلى أن للشيباني طريقين. (أحدهما): موصول، وهو: عن عكرمة عن ابن عباس (والآخر): مشكوك في وصله وهو عن أبي الحسن السوائي عن ابن عباس. قوله: (قال: كانوا) أي: قال ابن عباس: كانوا أي: الجاهلية. قاله السدي: وقال الضحاك: أي: أهل المدينة. قوله: (فهم) ويروى: وهم بالواو، وقوله: (فنزلت هذه الآية)، يعني: الآية المذكورة وهي قوله: (لا يحل لكم أن ترثوا النساء كرها).
7 ((باب قوله تعالى: * (ولكل جعلنا موالي مما ترك الوالدان والأقربون) * (النساء: 33) الآية)) أي: هذا باب في قوله تعالى هكذا في رواية غير أبي ذر وفي رواية أبي ذر ساق إلى قوله: (شهيدا) بعد قوله: (والأقربون) الآية. * (والذين عاقدت أيمانكم فآتوهم نصيبهم أن الله كان على كل شيء شهيدا) * قوله: * (ولكل جعلنا موالي) * قال الزمخشري: أي: ولكل شيء مما ترك الوالدان والأقربون من المال جعلنا موالي وراثا يلونه ويحرزونه أو لكل قوم جعلناهم موالي نصيب. وفي (تفسير ابن كثير) قال ابن عباس ومجاهد وسعيد بن جبير وأبو صالح وقتادة وزيد بن أسلم والسدي والضحاك ومقاتل بن حيان وغيرهم في قوله: * (ولكل جعلنا موالي) * أي: ورثة. وفي رواية عن ابن عباس: أي عصبة، وقال ابن جرير: ومعنى قوله: * (مما ترك الولدان والأقربون) * ما تركه والديه وأقربيه من الميراث. قوله: (والذين عاقدت أيمانكم)، قال الزمخشري: هذا مبتدأ ضمن معنى الشرط فوقع خبره مع الفاء، وهو معنى قوله: * (فآتوهم نصيبهم) * وذكر وجوها أخر فمن أراد أن يقف عليها فليرجع إلى تفسيره، وقال ابن كثير: أي والذين تحالفتم بالأيمان المؤكدة أنتم وهم فآتوهم نصيبهم من الميراث كما وعدتموهم في الأيمان المغلظة إن الله كان شاهدا بينكم في تلك العهود والمعاقدات، وقد كان هذا في ابتداء الإسلام ثم نسخ بعد ذلك، وأمروا أن يؤتوا لمن عاقدوا ولا ينشئوا بعد نزول هذه الآية معاقدة.
موالي أولياء ورثة فسر لفظ موالي: في الآية التي ترجم بها بقوله: أولياء ورثة وقد تقدم عن ابن عباس أنه فسره موالي بالورثة.
وقال معمر أولياء موالي أولياء ورثة ليس هذا بموجود في بعض النسخ. قال الكرماني: معمر بفتح الميمين ابن راشد الصنعاني، وقال بعضهم: وكنت أظن أنه
(١٦٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 164 165 166 167 168 169 170 171 172 173 174 ... » »»