عمدة القاري - العيني - ج ١٨ - الصفحة ١٣٥
سبعة أقوال: (الأول): ما لا يطاق ويشق من الأعمال. (الثاني): العذاب. (الثالث): حديث النفس والوسوسة. (الرابع): الغلمة وهي شدة شهوة الجماع، لأنها ربما جرت إلى جهنم. (الخامس): المحبة حكي أن ذا النون تكلم في المحبة فمات أحد عشر نفسا في المجلس. (السادس): شماتة الأعداء. قال الله تعالى إخبارا عن موسى وهارون عليهما السلام: ولا تشمت بي الأعداء. (السابع): الفرقة والقطيعة. قوله: * (واعف عنا) * (البقرة: 286) أي: تجاوز عنا (واغفر لنا) أي: استر علينا (وارحمنا) أي: لا توقعنا بتوفيقك في الذنوب (أنت مولانا) أي: ناصرنا وولينا * (وانصرنا على القوم الكافرين) * الذين جحدوا دينك وأنكروا وحدانيتك وعبدوا غيرك.
وقال ابن عباس إصرا عهدا هذا وصله الطبري من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله: * (ولا تحمل علينا إصرا) * أي: عهدا قلت: المراد بالعهد الميثاق الذي لا نطيقه ولا نستطيع القيام به. وقال الزمخشري: الإصر العبء الذي يأصر حامله أي يحبسه مكانه لا يستقل لثقله. وعن ابن عباس (لا تحمل علينا إصرا) لا تمسخنا قردة ولا خنازير، وقيل: ذنبا لي فيه توبة ولا كفارة وقرئ آصار، على الجمع.
ويقال: غفرانك مغفرتك فاغفر لنا هذا تفسير أبي عبيدة. قلت: كل واحد من الغفران والمغفرة مصدر: وقد مضى الآن وجه النصب.
4546 ح دثني إسحاق أخبرنا روح أخبرنا شعبة عن خالد الحذاء عن مروان الأصفر عن رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أحسبه ابن عمر * (وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه) * قال نسختها الآية التي بعدها.
هذا طريق آخر في الحديث السابق، قبل هذا الباب، ومضى الكلام فيه، وإسحاق هو ابن منصور، ذكره أبو نعيم وأبو مسعود وخلف وروح بن عبادة. قوله: (الآية) التي بعدها هي قوله تعالى: * (لا يكلف نفسا إلا وسعها) *.
3 ((* (سورة آل عمران) *)) أي: هذا تفسير سورة آل عمران.
كذا وقع في رواية أبي ذر دون غيره. وهو حسن لأن ابتداء الأمر ببسم الله الرحمان الرحيم يتبارك فيه: ولما فرغ من بيان سورة البقرة شرع في تفسير سورة آل عمران، وابتدأ بالبسملة لما ذكرنا، ولقوله صلى الله عليه وسلم: كل أمر ذي بال الحديث وهو مشهور.
((باب: تقاة وتقية واحدة)) أشار بهذا إلى ما في قوله تعالى: * (إلا أن تتقوا منهم تقاة ويحذركم الله نفسه وإلى الله المصير) * (آل عمران: 28) والمعنى مرتبط بما قبله. وهو أول الآية: * (لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك) * يعني: ومن يوالي الكفار. (فليس من الله في شيء) يقع عليه اسم الولاة. (إلا أن تتقوا منهم تقاة). يعني: إلا أن تخافوا من جهتهم أمرا يجب اتقاؤه، وانتصاب: تقاة. على أنه مفعول تتقوا، ويجوز أن يكون، تتقوا، متضمنا معنى: تخافوا، كما ذكرنا ويكون: تقاة. نصبا على التعليل، ومعنى قول البخاري: تقاة وتقية واحدة، يعني: كلاهما مصدر بمعنى واحد. قرىء في موضع تقاة تقية، والعرب إذا كان معنى الكلمتين واحدا، واختلف اللفظ يخرجون مصدر أحد اللفظين على مصدر اللفظ الآخر، وكان الأصل هنا أن يقال: إلا أن تتقوا منهم اتقاء، وهنا أخرج كذلك لأن تقاة مصدر: تقيت فلانا، ولم يخرج على مصدر: اتقيت، لأن مصدر اتقيت اتقاء وتقاة وتقية وتقى وتقوى، كلها مصادر تقيته،
(١٣٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 130 131 132 133 134 135 136 136 137 138 139 ... » »»