عمدة القاري - العيني - ج ١٨ - الصفحة ١٣٦
بمعنى واحد، يقال: تقى يتقي. مثل رمى يرمى، وأصل التاء الواو لأنها في الأصل من الوقاية، ومن كثرة استعمالها بالتاء يتوهم أن التاء من نفس الحروف.
صر برد أشار به إلى ما في قوله تعالى: * (مثل ما ينفقون في هذه الحيواة الدنيا كمثل ريح فيها صر أصابت حرث قوم ظلموا) * (آل عمران: 117) الآية وفسر الصبر بقوله برد، والصر بكسر الصاد وتشديد الراء وهو الريح الباردة نحو الصرصر.
شفا حفرة مثل شفا الركية وهو حرفها أشار به إلى ما في قوله تعالى: * (وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها) * (آل عمران: 103). قال الزمخشري: معناه. وكنتم مشفين على أن تقعوا في نار جهنم لما كنتم عليه من الكفر فأنقذكم منها بالإسلام قوله: (مثل شفا الركية) بفتح الراء وكسر الكاف وتشديد الياء آخر الحروف. وهي البئر، والشفا، بفتح الشين المعجمة وتخفيف الفاء الحرف وهو معنى قوله: (وهو حرفها)، بفتح الحاء المهملة وسكون الراء، وهكذا رواية الأكثرين، وفي رواية النسفي بضم الجيم والراء.
تبويء تتخذ معسكرا أشار به إلى ما في قوله تعالى: * (وإذ غدوت من أهلك تبوىء المؤمنين مقاعد للقتال) * (آل عمران: 121) وفسره بقوله: تتخذ معسكرا. وفسره أبو عبيدة كذلك، والمقاعد جمع مقعد وهو موضوع القعد.
المسوم الذي له سيما بعلامة أو بصوفة أو بما كان أشار به إلى قوله تعالى: * (والخيل المسومة والأنعام والحرث) * (آل عمران: 141). قال الزمخشري: الخيل المسومة المعلمة من السومة وهي العلامة أو المطهمة أو المرعية من أسام الدابة وسومها وعن ابن عباس: المسومة الراعية المطهمة الحسان، وكذا روي عن مجاهد وعكرمة وسعيد بن جبير وعبد الله بن أبزى والسدي والربيع بن أنس وأبي سنان وغيرهم، وقال مكحول: المسومة الغرة والتحجيل. قوله: (المسوم الذي له سيما)، بكسر السين المهملة وسكون الياء آخر الحروف وبالميم المخففة هو العلامة قوله: (أو بما كان) أي: أو بأي شيء كان من العلامات.
وقال مجاهد والخيل المسومة المطهمة الحسان هذا التعليق رواه عبد بن حميد عن روح عن شبل عن ابن أبي نجيح عن مجاهد. قال الأصمعي المطهم التام كل شيء منه على حدته فهو رباع الجمال، يقال: رجل مطهم وفرس مطهم.
ريبون الجميع والواحد ربي أشار به إلى قوله تعالى: * (وكأين من نبي قاتل معه ربيون) * (آل عمران: 146) قال المفسرون الربيون الربانيون، وقرئ بالحركات الثلاث الفتح، على القياس، والضم والكسر من تغييرات النسب. قوله: (الجميع) ويروى الجمع أي جمع الربيون ربى، وقال سفيان الثوري عن عاصم عن زر عن ابن مسعود، ربيون كثير أي: ألوف وقال ابن عباس ومجاهد وعكرمة وسعيد بن جبير والحسن وقتادة والسدي والربيع وعطاء الخراساني: الربيون الجموع الكثيرة، وقال عبد الرزاق عن معمر عن الحسن ربيون كثير أي: علماء كثيرون، وعنه أيضا: علماء صبراء أبرار أتقياء، وحكى ابن جرير عن بعض نحاة البصرة أن الربيين هم الذين يعبدون الرب، عز وجل قال: وقد رد بعضهم عليه فقال: لو كان كذلك لقيل، ربيون، بالفتح انتهى. قلت: لا وجه للرد لأنا قلنا: إن الكسرة من تغييرات النسب.
تحسونهم تستأصلونهم قتلا أشار به إلى قوله تعالى: * (ولقد صدقكم الله وعده إذ تحسونهم بإذنه) * (آل عمران: 156) وفسر: تحسونهم بقوله: تستأصلونهم: من الاستئصال وهو القلع من الأصل، وفي التفسير: إذ تحسونهم أي: تقتلونهم قتلا ذريعا.
غزا واحدها غاز أشار به إلى قوله تعالى: * (وقالوا لإخوانهم إذا ضربوا في الأرض أو كانوا غزا لو كانوا عندنا ما ماتوا) * (آل عمران: 156) الآية. وغزا، بضم الغين وتشديد الزاي جمع غاز كعفى جمع عاف. وقال بعضهم: غزا واحدها غاز. تفسير أبي عبيدة. قلت: مثل هذا لا يسمى تفسيرا في اصطلاح أهل التفسير، غاية ما في الباب أنه قال جمع غاز. وأصل غاز غازي فأعل إعلال قاض. وقرأ الحسن غزا بالتخفيف. وقيل: أصله غزاة فحذف الهاء، وفيه نظر.
سنكتب سنحفظ أشار به إلى قوله تعالى: * (لقد سمع الله قول الذين قالوا إن الله فقير ونحن أغنياء سنكتب ما قالوا) * (آل عمران: 181) الآية. وفسر: سنكتب، بقوله سنحفظ. أي: سنحفظه وتثبته في علمنا، وفي التفسير: (سنكتب ما قالوا) في صحائف الحفظة، وقرأ حمزة: (سيكتب). بضم الياء آخر الحروف على البناء للمجهول، وتفسير البخاري تفسير باللازم لأن الكتابة تستلزم الحفظ.
نزلا ثوابا ويجوز ومنزل من عند الله كقولك أنزلته أشار به إلى قوله تعالى: * (لكن الذين اتقوا ربهم لهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها نزلا من عند الله وما عند الله خير للأبرار) * (آل عمران: 198) وفسر: نزلا، بقوله: ثوابا. وفسره في التفسير. بقوله: أي ضيافة من الله، والنزل: بسكون الزاي وضمها ما يقدم للنازل. وقال الزمخشري: وانتصابه إما على الحال من: جنات، لتخصصها بالوصف، والعامل اللام، ويجوز أن يكون بمعنى مصدر مؤكد كأنه قيل: رزقا أو عطاء، من عند الله. قوله: (ويجوز: ومنزل من عند الله) أراد به أن نزلا الذي هو المصدر يكون بمعنى منزلا على صيغة اسم المفعول من قولك: أنزلته. ويكون المعنى: لهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها منزلة، يعني: معطى لهم منزلا من عند الله كما يعطى الضيف النزل وقت قدومه.
وقال ابن جبير: وحصورا لا يأتي النساء أشار به إلى قوله تعالى: * (إن الله يبشرك بيحيى مصدقا بكلمة من الله وسيدا وحصورا ونبيا من الصالحين) * (آل عمران: 39) وقال سعيد ابن جبير معنى حصورا لا يأتي النساء، ووصل هذا المعلق عبد فقال: حدثنا جعفر بن عبد الله السلمي عن أبي بكر الهذلي عن الحسن وسعيد بن جبير وعطاء وأبي الشعثاء أنهم قالوا: السيد الذي يغلب غضبه، والحصور الذي لا يغشى النساء، وأصل الحصر الحبس والمنع يقال لمن لا يأتي النساء وهو أعم من أن يكون بطبعه كالعنين أو المجاهدة نفسه وهو الممدوح وهو المراد في وصف السيد يحيى، عليه الصلاة والسلام.
وقال عكرمة من فورهم من غضبهم يوم بدر أشار به إلى قوله تعالى: * (بلى أن تصبروا وتتقوا ويأتوكم من فورهم هذا) * (آل عمران: 125) الآية، وفسر عكرمة مولى ابن عباس: من فوره، بقوله: من غضبهم، وهذا التعليق وصله الطبري من طريق داود بن أبي هند عن عكرمة، قال: فورهم، ذلك كان يوم أحد غضبوا ليوم بدر مما لقوا.
(١٣٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 131 132 133 134 135 136 136 137 138 139 140 ... » »»