أبي إسحاق عمرو بن عبد الله. قوله: ((أصحاب محمد) بالرفع مبتدأ، و (نتحدث) مع فاعله خبره، والجملة في محل النصب خبر كان. قوله: (أصحاب بدر) أي: أصحاب غزوة بدر. قوله: (على عدة أصحاب طالوت) خبر: إن، وكلمة: على، بمعنى الاستعلاء المعنوي، وفي الحقيقة تؤدي معنى التشبيه ولا تخفى المشابهة بين القضيتين من وجوه لا تخفى.
3959 حدثني عبد الله بن أبي شيبة حدثنا يحيى عن سفيان عن أبي إسحاق عن البراء ح وحدثنا محمد بن كثير أخبرنا سفيان عن أبي إسحاق عن البراء رضي الله تعالى عنه قال كنا نتحدث أن أصحاب بدر ثلاثمائة وبضعة عشر بعدة أصحاب طالوت الذين جاوزوا معه النهر وما جاوز معه إلا مؤمن..
هذان طريقان آخران في حديث البراء: أحدهما: عن عبد الله وهو عبد الله بن محمد بن أبي شيبة واسمه إبراهيم وكنية عبد الله أبو بكر العبسي الكوفي أخو عثمان بن أبي شيبة عن يحيى بن سعيد القطان الأحول البصري عن سفيان الثوري عن أبي إسحاق عن البراء، وأخرجه ابن ماجة في الجهاد عن بندار عن أبي عامر العقدي. والطريق الثاني: عن محمد بن كثير العبدي البصري عن سفيان الثوري عن أبي إسحاق.
7 ((باب دعاء النبي صلى الله عليه وسلم على كفار قريش شيبة وعتبة والوليد وأبي جهل بن هشام وهلاكهم)) أي: هذا باب في بيان دعاء النبي صلى الله عليه وسلم على كفار قريش، وهذه الترجمة ثبتت لأكثر الرواة وسقطت في رواية أبي ذر عن المستملي والكشميهني.
قوله: (شيبة)، هو ابن ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف، وقال بعضهم: شيبة بن ربيعة بالجر وبالفتح على البدلية، وكذا عتبة. قلت: من له مساس بالعربية لا يعرف كذا، بل شيبة لا ينصرف للعلمية والتأنيث، فيكون مفتوحا في محل الجر، وهو وما بعده عطف بيان لكفار قريش، و: عتبة، بضم العين المهملة وسكون التاء المثناة من فوق: ابن ربيعة المذكور، والوليد، بفتح الواو: وهو ابن عتبة المذكور، وأبو جهل اسمه عمرو بن هشام بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم، وكان يكنى أبا الحكم فكناه رسول الله، صلى الله عليه وسلم، أبا جهل. قوله: (وهلاكهم) بالجر، أي: وفي بيان هلاكهم، فقبل الله دعاءه وكلهم قتلوا يوم بدر، أما شيبة فقتله حمزة بن عبد المطلب، رضي الله تعالى عنه، وأما عتبة فقتله عبيد بن الحارث بن المطلب، وقال ابن هشام: اشترك فيه هو وحمزة وعلي، رضي الله تعالى عنهم، وأما الوليد فقتله علي بن أبي طالب، وأما أبو جهل فقتله معاذ بن عمرو بن جموح ومعاذ بن عفراء وعبد الله بن مسعود، وقد جز رأسه وأتى به إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
3960 حدثني عمرو بن خالد حدثنا زهير حدثنا أبو إسحاق عن عمرو بن ميمون عن عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه قال استقبل النبي صلى الله عليه وسلم الكعبة فدعا على نفر من قريش على شيبة بن ربيعة وعتبة بن ربيعة والوليد بن عتبة وأبي جهل بن هشام فأشهد بالله لقد رأيتهم صرعى قد غيرتهم الشمس وكان يوما حارا..
مطابقته للترجمة ظاهرة، والحديث قد مر في كتاب الوضوء في: باب إذا ألقى على المصلى قذر، وفي كتاب الصلاة في: باب المرأة تطرح على المصلى شيئا من الأذى، بأتم منه وأطول. قوله: (صرعى)، جمع: صريع، أي: مطروحين بين القتلى في المصارع التي عينها رسول الله، صلى الله عليه وسلم قبل القتال.
8 ((باب قتل أبي جهل))