عمدة القاري - العيني - ج ١٧ - الصفحة ٢٥٣
(على حفصة)، زاد أبو يعلى: زوج النبي صلى الله عليه وسلم. قوله: (زائرة)، نصب على الحال. قوله: (ألحبشية هذه؟) بهمزة الاستفهام، نسبها إلى الحبشة لسكناها فيهم. قوله: (البحرية؟)، بهمزة الاستفهام أيضا، وفي رواية أبي ذر: (البحيرية)، بالتصغير: نسبها إلى البحر لركوبها البحر. قوله: (في دار) بلا تنوين لأنه مضاف إلى (البعداء). قوله: (أو في أرض) شك من الراوي، و: البعداء، بضم الباء وفتح العين: جمع بعيد، أي: البعداء عن الدين. قوله: (البغضاء) بضم الباء الموحدة وبالمعجمتين المفتوحتين جمع بغيض، يعني البغضاء للدين، وفي رواية أبي يعلى: البعداء أو البغضاء، بالشك، وفي رواية النسفي: البعد، بضمتين، وفي رواية القابسي: البعد البعداء البغضاء، جمع بينهما، والظاهر أنه فسر الأولى بالثانية، وفي رواية ابن سعد: وكنا البعداء والطرداء. قوله: (وذلك في الله ورسوله) أي: لأجل الله وطلب رضاه، ولأجل رسوله. قوله: (وأيم الله) همزته همزة وصل، وقيل: همزة قطع، بفتح الهمزة، وقيل: بكسرها. يقال: أيم الله، وأيمن الله ومن الله، وقيل: أيمن جمع يمين، ولما كثر في كلامهم حذفوا النون كما قالوا في: لم يكن لم يك. قوله: (نؤذي ونخاف) كلاهما على صيغة المجهول.
قوله: (أهل السفينة) بنصب أهل على الاختصاص، أو على حذف حرف النداء. قوله: (هجرتان) إحداهما إلى النجاشي، والأخرى إلى النبي صلى الله عليه وسلم، قوله: (يأتوني) وفي رواية الكشميهني: يأتون. قوله: (إرسالا) بفتح الهمزة. أي: أفواجا يتبع بعضهم بعضا، والواحد: رسل، بفتحتين.
قوله: (قال أبو بردة عن أبي موسى) هو الراوي عنه لا أخو أبي موسى، لأنه له أخا يسمى أبا بردة أيضا، وقد ذكرناه. قوله: (رفقة الأشعريين) الرفقة، بضم الراء وكسرها: الجماعة ترافقهم في سفرك، والأشعريين، نسبة إلى أشعر أبو قبيلة من اليمن، وتقول العرب: جاءك الأشعرون، بحذف ياء النسبة. قوله: (حين يدخلون بالليل)، قال الدمياطي: صوابه يرحلون، بالحاء المهملة، وكذا حكاه عياض عن بعض رواة مسلم أنه اختاره، وقال النووي: الأول أصح والمراد: يدخلون منازلهم إذا خرجوا إلى المساجد. قوله: (منهم حكيم) قال عياض: قال أبو علي الصدفي: هو صفة لرجل منهم، وقال أبو علي الجياني: هو اسم علم على رجل من الأشعريين. قوله: (أو قال العدو) شك من الراوي. قوله: (أن تنتظروهم)، كذا هو في الأصول من: الانتظار، وذكره ابن التين بلفظ: تنظروهم، مثل: * (انظرونا نقتبس من نوركم) * (الحديد: 13). ومعنى كلامه: أن أصحابه يحبون القتال في سبيل الله ولا يبالون ما يصيبهم من ذلك، ويقال: معناه أن هذا الحكيم لفرد شجاعته كان لا يفر من العدو بل يواجههم، ويقول لهم: إذا أرادوا الانصراف مثلا انتظروا الفرسان حتى يأتوكم ليبعثهم على القتال، هذا بالنظر إلى قوله: (أو قال: العدو) بالنصب، أي: أو قال الحكيم: إذا لقي العدو، وأما بالنظر إلى قوله: (إذا لقي الخيل)، فيحتمل أن يريد خيل المسلمين، ويشير بذلك إلى أن أصحابه كانوا رجالة، فكان هو يأمر الفرسان أن ينتظروهم ليسيروا إلى العدو جميعا.
4233 حدثني إسحاق بن إبراهيم سمع حفص بن غياث حدثنا بريد بن عبد الله عن أبي بردة عن أبي موساى قال قدمنا على النبي صلى الله عليه وسلم بعد أن افتتح خيبر فقسم لنا ولم يقسم لأحد لم يشهد الفتح غيرنا.
مطابقته للترجمة في قوله: (بعد أن افتتح خيبر). وإسحاق بن إبراهيم هو ابن راهويه، وبريد، بضم الباء: هو عبد الله بن أبي بردة الأشعري.
والحديث أخرجه أبو داود في الجهاد عن محمد بن العلاء. وأخرجه الترمذي في السير عن أبي سعيد الأشج عن حفص بن غياث.
قوله: (سمع حفص بن غياث) أي: أنه سمع حفص بن غياث. قوله: (قدمنا) يعني: هو وأصحابه مع جعفر ومن معه. قوله: (غيرنا) يعني: الأشعريين ومن معهم وجعفر ومن معه، واحتج أصحابنا بهذا الحديث على أن الذين يلحقون الغنيمة قبل إحرازها بدار الإسلام يشاركونهم فيها، خلافا للشافعية، فإنهم احتجوا بقوله، صلى الله عليه وسلم: الغنيمة لمن شهد الوقعة. قلت: هذا موقوف على عمر، رضي الله تعالى عنه، ورفعه غريب! فإن قلت: قال بعض الشافعية: حديث أبي موسى محمول على أنهم شهدوا قبل حوز الغنائم. قلت: يحتاج ذلك إلى بيان، وقال
(٢٥٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 248 249 250 251 252 253 254 255 256 257 258 ... » »»