رسول الله، صلى الله عليه وسلم معه بسلاح إلا السيوف في القرب وساق سبعين بدنة فيها جمل أبي جهل الذي غنمه يوم بدر ومعه من المسلمين ألف وستمائة ويقال ألف وأربعمائة ويقال خمسمائة وخمسة وعشرون رجلا ومعه أم سلمة قال الحاكم والقلب أميل إلى رواية من روى ألفا وخمسمائة لاشتهاره ولمتابعة المسيب بن حزن له فيه قال ورواية موسى بن عقبة كانوا ألفا وستمائة ولم يتابع عليها. قلت: قاله أبو معشر وأبو سعيد النيسابوري قال وروى عن عبد الله بن أبي أوفى أنهم كانوا ألفا وثلاثمائة وسيأتي في رواية البراء أنهم كانوا ألفا وأربعمائة. فإن قلت: ما وجه التوفيق بين هذه الروايات؟ قلت: الوجه فيه أن بعضهم ضم إليهم النساء والاتباع وبعضهم حذف وقال ابن دحية اختلاف الروايات لأن ذلك من باب الحرز والتخمين لا من باب التحديد.
4147 حدثني خالد بن مخلد حدثنا سليمان بن بلال قال حدثني صالح بن كيسان عن عبيد الله بن عبد الله عن زيد بن خالد رضي الله تعالى عنه قال خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الحديبية فأصابنا مطر ذات ليلة فصلى لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الصبح ثم أقبل علينا بوجهه فقال أتدرون ماذا قال ربكم قلنا الله ورسوله أعلم فقال قال الله أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر بي فأما من قال مطرنا برحمة الله وبرزق الله وبفضل الله فهو مؤمن بي كافر بالكوكب وأما من قال مطرنا بنجم كذا فهو مؤمن بالكوكب كافر بي.
مطابقته للترجمة في قوله خرجنا عام الحديبية وخالد بن مخلد بفتح الميم واللام البجلي الكوفي وهو شيخ مسلم أيضا والحديث مر في كتاب الصلاة في باب يستقبل الإمام الناس إذا سلم.
4148 حدثنا هدبة بن خالد حدثنا همام عن قتادة أن أنسا رضي الله تعالى عنه أخبره قال اعتمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أربع عمر كلهن في ذي القعدة إلا التي كانت مع حجته عمرة من الحديبية في ذي القعدة وعمرة من العام المقبل في ذي القعدة وعمرة من الجعرانة حيث قسم غنائم حنين في ذي القعدة وعمرة مع حجته..
مطابقته للترجمة ظاهرة في قوله من الحديبية وهمام بتشديد الميم الأولى ابن يحيى البصري. والحديث قد مضى في كتاب الحج في باب كم اعتمر النبي صلى الله عليه وسلم فإنه أخرجه هناك عن حسان بن حسان عن همام عن قتادة إلى آخره قوله: (عمرة من الحديبية) مراده أن عمرة الحصر عن الطواف محسوبة بعمرة وان لم يتم مناسكها قوله (من الجعرانة) بكسر الجيم وسكون العين المهملة وتخفيف الراء، وقد تشدد كما مر هناك فإن قلت: ذكر في الجهاد في باب ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يعطى المؤلفة، قال نافع ولم يعتمر رسول الله، صلى الله عليه وسلم من الجعرانة ولو اعتمر لم يخف على عبد الله بن عمر قلت: الملازمة ممنوعة لاحتمال غيبته في ذلك الوقت أو نسيانه.
4149 حدثنا سعيد بن الربيع حدثنا علي بن المبارك عن يحيى عن عبد الله بن أبي قتادة أن أباه حدثه قال انطلقنا مع النبي صلى الله عليه وسلم عام الحديبية فأحرم أصحابه ولم أحرم..
مطابقته للترجمة ظاهرة وسعيد بن الربيع بفتح الراء العامري وعلي بن المبارك الهباري البصري ويحيى هو ابن أبي كثير اليمامي الطائي وعبد الله بن أبي قتادة يروي عن أبيه أبي قتادة وفي اسمه أقوال والأشهر الحرث بن ربعي الأنصاري الخزرجي والحديث قد مضى مطولا في كتاب الحج في باب إذا صاد الحلال فأهدى للمحرم الصيد أكله.