كما قال الخطابي والجماعة على أنهما بمعنى قوله ' لا يعبأ الله بهم شيئا ' أي لا يبال بهم أي ليس لهم منزلة عنده وقال الجوهري ما عبأت بفلان عبأ أي ما باليت به 4158 حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان عن الزهري عن عروة عن مروان والمسور بن مخرمة قالا خرج النبي صلى الله عليه وسلم عام الحديبية في بضع عشرة مائة من أصحابه فلما كان بذي الحليفة قلد الهدي وأشعر وأحرم منها لا أحصي كم سمعته من سفيان حتى سمعته يقول لا أحفظ من الزهري الإشعار والتقليد فلا أدري يعني موضع الإشعار والتقليد أو الحديث كله..
مطابقته للترجمة في قوله: (عام الحديبية). وعلي بن عبد الله هو ابن المديني، وسفيان هو ابن عيينة، ومروان هو ابن الحكم، والمسور، بكسر الميم: ابن مخرمة، بفتح الميم وسكون الخاء المعجمة.
والحديث قد مضى في كتاب الحج في: باب من أشعر وقلد بذي الحليفة، فإنه أخرجه هناك عن أحمد بن محمد عن عبد الله... إلى آخره، وسيأتي بأتم منه في هذا الباب.
قوله: (قلد الهدي)، من التقليد وهو أن يقلد في عنق البدنة شيء ليعلم أنه هدي. قوله: (وأشعر)، من الإشعار. وهو أن يضرب صفحة سنام البدنة اليمنى بحديدة فيلطخها بالدم ليشعر به أنها هدي. قوله: (لا أحصي...) إلى آخره، من كلام علي بن عبد الله شيخ البخاري. قوله: (حتى سمعته) أي: حتى سمعت سفيان يقول: لا أحفظ إنما كرره للتأكيد. قوله: (من الزهري)، وهو محمد بن مسلم الراوي. قوله: (الإشعار)، بالنصب لأنه مفعول: لا أحفظ (والتقليد) بالنصب أيضا عطف عليه. وقال الكرماني: قال علي بن المديني: لا أحصي كم مرة سمعت الحديث من سفيان، ويحتمل أن يريد: لا أحصي كم عددا سمعته أخمسمائة أم أربعمائة أم ثلاثمائة! وتعقب عليه بعضهم بأن حديث سفيان هذا ليس فيه تعرض للتردد في عددهم، بل الطرق كلها جازمة بأن الزهري قال في روايته: كانوا بضع عشرة مائة، وكذلك كل من رواه عن سفيان، وإنما وقع الاختلاف في ذلك في حديث جابر والبراء. انتهى. قلت: تعقبه ظاهر، ولكن الاحتمال غير مدفوع لعدم الجزم به.
4159 حدثنا الحسن بن خلف قال حدثنا إسحاق بن يوسف عن أبي بشر ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قال حدثني عبد الرحمان بن أبي ليلى عن كعب بن عجرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رآه وقمله يسقط على وجهه فقال أيؤذيك هوامك قال نعم فأمره رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يحلق وهو بالحديبية ولم يبين لهم أنهم يحلون بها وهم على طمع أن يدخلوا مكة فأنزل الله الفدية فأمره رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يطعم فرقا بين ستة مساكين أو يهدي شاة أو يصوم ثلاثة أيام..
مطابقته للترجمة في قوله: (وهو بالحديبية) والحسن بن خلف، بفتح الخاء المعجمة واللام: أبو علي الواسطي مات سنة ست وأربعين ومائتين، وهو من صغار شيوخ البخاري ثقة وما له عنه في (الصحيح) سوى هذا الموضع، وإسحاق بن يوسف ابن يعقوب الأزرق الواسطي، وأبو بشر، بكسر الباء الموحدة وسكون الشين المعجمة: اسمه ورقاء، بفتح الواو وسكون الراء وبالقاف، والمد: ابن عمر بن كليب اليشكري، ويقال الشيباني، وأصله من خوارزم، ويقال: من الكوفة، سكن المدائن، يروي عن عبد الله بن أبي نجيح، بفتح النون وكسر الجيم وفي آخره حاء مهملة، واسمه: يسار ضد اليمين.
والحديث قد مضى في كتاب الحج في: باب النسك بشاة، ومضى الكلام فيه هناك.
قوله: (فرقا)، بفتح الفاء والراء وقد تسكن، وهو مكيال يسع ستة عشر رطلا.
188 - (حدثنا إسماعيل بن عبد الله قال حدثني مالك عن زيد بن أسلم عن أبيه قال