عمدة القاري - العيني - ج ١٧ - الصفحة ١٣
وأنزل عليه الكتاب وكنت ممن استجاب لله ورسوله صلى الله عليه وسلم وآمنت بما بعث به محمد صلى الله عليه وسلم وهاجرت الهجرتين الأوليين كما قلت وصحبت رسول الله صلى الله عليه وسلم وبايعته والله ما عصيته ولا غششته حتى توفاه الله ثم استخلفت الله أبا بكر فوالله ما عصيته ولا غششته ثم استخلف عمر فوالله ما عصيته ولا غششته ثم استخلف أفليس لي عليكم مثل الذي كان لهم علي قال بلى قال فما هذه الأحاديث التي تبلغني عنكم فأما ما ذكرت من شأن الوليد بن عقبة فسنأخذ فيه إن شاء الله بالحق قال فجلد الوليد أربعين جلدة وأمر عليا أن يجلده وكان هو يجلده وقال يونس وابن أخي الزهري عن الزهري أفليس لي عليكم من الحق مثل الذي كان لهم. (انظر الحديث 3696 وطرفه).
مطابقته للترجمة في قوله: (عثمان) و (هاجرت الهجرتين). وهشام هو ابن يوسف الصنعاني. والحديث قد مر في مناقب عثمان، رضي الله تعالى عنه، فإنه أخرجه هناك عن أحمد بن شبيب عن سعيد عن أبيه عن يونس عن ابن شهاب عن عروة، ومضى الكلام فيه هناك، ولكن نتكلم هنا أيضا لأن الروايتين فيهما من الزيادة والنقصان على ما لا يخفى.
قوله: (في أخيه الوليد بن عقبة) وكان أخا عثمان لأمه وهاجر الهجرتين الأوليين، بضم الهمزة وباليائين آخر الحروف تثنية أولى، وهو على طريق التغليب بالنسبة إلى هجرة الحبشة فإنها كانت أولى وثانية، وأما هجرة المدينة فلم تكن إلا واحدة، وقال الكرماني: والهجرتين الأوليين أي: هجرة المدينة وهجرة الحبشة، وإنما قال الأوليين أي: بالنسبة إلى هجرة من هاجر بعده من الصحابة. قلت: الصواب ما ذكرناه. قوله: (رأيت هديه) بفتح الهاء وسكون الدال: أي: طريقته وسيرته. قوله: (يا ابن أخي) قال الكرماني: يا ابن أخي، سهو والصواب: يا ابن أختي، لأنه كان خاله إلا أن يقال: إنه تكلم به على ما هو عادة العرب من قولهم: يا ابن عمي ويا ابن أخي. قوله: (قد خلص)، بفتحتين أي: قد وصل. (والعذراء) االبكر، أراد أن علم الشريعة وصل إليه كما وصل إلى المخدرات. قوله: (أربعين) قيل: مر فيما مضى أنه جلده ثمانين، وأجيب: بأن التخصيص بالعدد لا يدل على نفي الزائد، وقال بعض العلماء: كان يضربه بسوط له طرفان، فمن اعتبر الطرفين عده ثمانين، ومن اعتبر نفس السوط عده أربعين. قوله: (وبايعته) بالباء الموحدة من المبايعة، ويروى: وتابعته، بالتاء المثناة من فوق من المتابعة. قوله: (قال يونس) هو ابن يزيد الأيلي. (وابن أخي الزهري) هو محمد بن عبد الله بن مسلم (والزهري) هو محمد بن مسلم، وتعليق يونس وصله البخاري في مناقب عثمان، وتعليق ابن أخي الزهري وصله قاسم ابن أصبغ في (مصنفه) ومن طريقه وصله ابن عبد البر في (تمهيده) والتعليقان والذي بعده من التفسير في رواية المستملي وحده.
356 - (حدثني محمد بن المثنى حدثنا يحيى عن هشام قال حدثني أبي عن عائشة رضي الله عنها أن أم حبيبة وأم سلمة ذكرتا كنيسة رأينها بالحبشة فيها تصاوير فذكرتا للنبي فقال إن أولئك إذا كان فيهم الرجل الصالح فمات بنوا على قبره مسجدا وصورا فيه تيك الصور أولئك شرار الخلق عند الله يوم القيامة) مطابقته للترجمة من حيث أن كلا من أم حبيبة وأم سلمة من المهاجرات إلى الحبشة فإنها أم حبيبة هاجرت في الهجرة الثانية مع زوجها عبد الله بن جحش فمات هناك ويقال أنه كان تنصر وتزوجها النبي بعده وأما أم سلمة فإنها قد هاجرت في الهجرة الأولى مع زوجها أبي سلمة بن عبد الأسد واسمها هند وأم حبيبة اسمها رملة بنت أبي
(١٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 ... » »»