عمدة القاري - العيني - ج ١٧ - الصفحة ١١٥
طريق معاذ بن معاذ عن شعبة بلفظ: سمع رجلا من أهل بدر يقال له: رفاعة بن رافع، كبر في صلاته حين دخلها، ومن طريق ابن أبي عدي عن شعبة، ولفظه: عن رفاعة رجل من أهل بدر، أنه دخل في الصلاة فقال: الله أكبر كبيرا ولم يذكر البخاري ذلك لأنه موقوف.
4015 حدثنا عبدان أخبرنا عبد الله أخبرنا معمر ويونس عن الزهري عن عروة ابن الزبير أنه أخبره أن المسور بن مخرمة أخبره أن عمرو بن عوف وهو حليف لبني عامر ابن لؤي وكان شهد بدرا مع النبي صلى الله عليه وسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث أبا عبيدة بن الجراح إلى البحرين يأتي بجزيتها وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم هو صالح أهل البحرين وأمر عليهم العلاء بن الحضرمي فقدم أبو عبيدة بمال من البحرين فسمعت الأنصار بقدوم أبي عبيدة فوافوا صلا الفجر مع النبي صلى الله عليه وسلم فلما انصرف تعرضوا له فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم حين رآهم ثم قال أظنكم سمعتم أن أبا عبيدة قدم بشيء قالوا أجل يا رسول الله قال فأبشروا وأملوا ما يسركم فوالله ما الفقر أخشى عليكم ولكني أخشى أن تبسط عليكم الدنيا كما بسطت على من قبلكم فتنافسوها كما تنافسوها وتهلككم كما أهلكتهم. (انظر الحديث 3158 وطرفه).
ذكره هنا لأجل قوله: (وكان شهد بدرا) وعبدان لقب عبد الله بن عثمان المروزي، وقد تكرر ذكره، وعبد الله هو ابن المبارك المروزي، وعمرو بن عوف بالفاء الأنصاري، كذا هو عنا عمرو، وكذا عند ابن إسحاق، وسماه موسى وأبو معشر والواقدي: عمير بن عوف، بالتصغير، وكذا سماه ابن سعد، وقال: إنه مولى سهيل بن عمرو يكنى أبا عمرو، وكان من مولدي مكة، نزل على كلثوم ابن الهدم لما هاجر وشهد بدرا وأحدا والخندق والمشاهد كلها، مات في خلافة عمر، رضي الله تعالى عنه، وصلى عليه، وأبو عبيدة اسمه عامر بن عبد الله بن الجراح، وفي الإسناد: صحابيان وتابعيان.
والحديث مضى في: باب الجزية والموادعة، وقال بعضهم: تقدم في فداء المشركين من كتاب الجهاد، وليس كذلك، ومر الكلام فيه هناك مستوفى.
قوله: (أهل البحرين)، على لفظ تثنية البحر: هو موضع بين البصرة وعمان. قوله: (أمر)، بتشديد الميم، (والعلاء بن الحضرمي) كان مجاب الدعوة وأنه خاض البحر بكلمات قالها ودعا بها، واسم الحضرمي: عبد الله بن عماد، ويقال غير ذلك، وقال الحسن بن عثمان: مات العلاء سنة إحدى عشرة وكان واليا على البحرين، فاستعمل عليها عمر، رضي الله تعالى عنه، مكانه أبا هريرة، ويقال: توفي صلى الله عليه وسلم وهو عليها فأقره أبو بكر رضي الله تعالى عنه خلافته كلها ثم أقره عمر رضي الله تعالى عنه وتوفي في خلافة عمر رضي الله تعالى عنه، سنة أربع عشرة. قوله: (وأملوا) من الأمل. قوله: (الفقر) بالنصب مفعول مقدم على الفعل. قوله: (على من قبلكم) ويروى: على من كان قبلكم، قوله: (فتنافسوها) أي: رغبوا فيها على وجه المعارضة.
(١١٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 120 ... » »»