القرآن في اثني عشر موضعا، وهو داود بن إيشا، بكسر الهمزة وسكون الياء آخر الحروف وبالشين المعجمة: ابن عوبد، بفتح العين المهملة وسكون الواو وفتح الباء الموحدة، على وزن جعفر: ابن باعر، بباء موحدة وعين مهملة مفتوحة: ابن سلمون بن يا رب، بياء آخر الحروف وفي آخره باء موحدة: ابن رام بن حضرون، بحاء مهملة وضاد معجمة: ابن فارص، بفاء وفي آخره صاد مهملة ابن يهوذا بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم، عليهم الصلاة والسلام. ومنهم من زاد بعد سلمون: يحشون بن عمينا ابن دأب بن رام، وقيل: ارم. قوله: (زبورا)، هواسم الكتاب الذي أنزل الله عليه، وروى أبو صالح عن ابن عباس، قال: أنزل الله الزبور على داود، عليه الصلاة والسلام، مائة وخمسين سورة بالعبرانية، في خمسين منها ما يلقونه من بخت نصر، وفي خمسين ما يلقونه من الروم، وفي خمسين مواعظ وحكم، ولم يكن فيه حلال ولا حرام ولا حدود ولا أحكام، وروى: أنه نزل عليه في شهر رمضان.
الزبر الكتب واحدها زبور. زبرت كتبت الزبر، بضم الزاي والباء: جمع زبور، قال الكسائي: يعني المزبور، يعني: المكتوب، يقال: زبرت الورق فهو مزبور أي: كتبته، فهو مكتوب، وقرأ حمزة: زبور، بضم الزاي وغيره من القراء بفتحها.
* (ولقد آتينا داود منا فضلا يا جبال أوبي معه) * (سبأ: 01 11).
فضلا أي: نبوة وكتابا هو الزبور وصوتا بديعا وقوة وقدرة وتسخير الجبال والطير، قوله: (يا جبال)، بدل من قوله: (فضلا) بتقدير قولنا: يا جبال، أو هو بدل من قوله تعالى: آتينا، بتقدير: قلنا يا جبال.
قال مجاهد سبحي معه هو تفسير قوله تعالى أوبي معه، يعني: يا جبال سبحي مع داود، وأوبي أمر من التأويب أي: رجعي معه التسبيح أو رجعي معه في التسبيح كلما رجع فيه لأنه إذا رجعه فقد رجع، وقيل: سبحي معه إذا سبح، وقيل: هي بلسان الحبشة، وقيل: نواحي معه والطير تساعدك على ذلك، وكان إذا نادى بالنياحة أجابته الجبال بصداها وعكفت عليه الطير من فوقه، فصدى الجبال الذي يسمعه الناس من ذلك اليوم.
والطير هو منصوب بالعطف على محل الجبال، وقيل: منصوب على أنه مفعول معه، وقيل: منصوب بالعطف على: فضلا، يعني: وسخرنا له الطير.
وألنا له الحديد أي: ألنا لداود الحديد فصار في يده مثل الشمع، وكان سأل الله أن يسبب له سببا يستغني به عن بيت المال فيتقوت منه ويطعم عياله، فألان الله له الحديد.
أن اعمل سابغات الدروع كلمة: أن، هذه مفسرة بمنزلة: أي، كما في قوله تعالى: * (فأوحينا إليه أن اصنع الفلك) * (المؤمنون: 72). وسابغات، منصوب بقوله: اعمل، وفسره بقوله: الدروع، وكذا فسر أبو عبيدة السابغات بالدروع، وقال أهل التفسير: أي كوامل واسعات، وقرئ: صابغات، بالصاد.
وقدر في السرد المسامير والحلق ولا تدق المسمار فيتسلسل ولا تعظم فيفصم فسر السرد بقوله: المسامير والحلق، قال المفسرون معنى قوله: * (وقدر في السرد) * (سبإ: 11). أي: لا تجعل المسامير دقاقا، ولا غلاظا، وأشار البخاري إلى ذلك بقوله: ولا تدق بالدال المهملة، من التدقيق، ويدل عليه ما روى إبراهيم الحربي في (غريب الحديث): من طريق مجاهد في قوله: * (وقدر في السرد) * (سبإ: 11). لا تدق المسامير، فيتسلل ولا تغلظها فيفصمها، وقيل: ولا ترق، بالراء من الرقة وهو أيضا يؤدي ذلك المعنى. قوله: (فيتسلسل)، ويروى: فيتسلل، ويروى: فيسلس، والكل يرجع إلى معنى