تلقف تلقم أشار به إلى ما في قوله تعالى: * (وأوحينا إلى موسى أن ألق عصاك فإذا هي تلقف ما يأفكون) * (الأعراف: 711). وفسره بقوله: تلقم، وكذا فسره أبو عبيدة.
2933 حدثنا عبد الله بن يوسف حدثنا الليث قال حدثني عقيل عن ابن شهاب سمعت عروة قال قالت عائشة رضي الله تعالى عنها فرجع النبي صلى الله عليه وسلم إلى خديجة يرجف فؤاده فانطلقت به إلى ورقة بن نوفل وكان رجلا تنصر يقرأ الإنجيل بالعربية فقال ورقة ماذا ترى فأخبره فقال ورقة هذا الناموس الذي أنزل الله على موساى وإن أدركني يومك أنصرك نصرا مؤزرا. الناموس صاحب السر الذي يطلعه بما يستره عن غيره..
مطابقته للترجمة في قوله: (هذا الناموس الذي أنزل الله على موسى، عليه الصلاة والسلام) وهذا قطعة من الحديث الذي رواه في أول الكتاب مطولا عن يحيى بن بكير عن الليث عن عقيل عن عروة بن الزبير عن عائشة أم المؤمنين، رضي الله تعالى عنها، وقد مر الكلام فيه مستوفى. قوله: (والناموس...) إلى آخره من كلام البخاري، وقد مر تحقيقه هناك فليرجع إليه من أراد أن يقف عليه.
42 ((باب قول الله عز وجل * (وهل أتاك حديث موسى إذ رأى نارا) * إلى قوله * (بالوادي المقدس طوى) * (طه: 9 21).)) أي: هذا باب يذكر فيه قوله تعالى: * (وهل أتاك حديث موسى إذ رأى نارا فقال لأهله امكثوا إني آنست نارا لعلي آتيكم منها بقبس أو أجد على النار هدى * فلما أتاها نودي يا موسى إني أنا ربك فاخلع نعليك إنك بالوادي المقدس طوى) *. قوله: (وهل أتاك) أي: قد أتاك، لأن: هل، هنا لا تليق أن تكون للاستفهام، لأنه لا يجوز على الله تعالى. قوله: (إذ رأى) أي: حين رأى، عن وهب: استأذن موسى شعيبا في الرجوع إلى أمه فخرج إلى أهله فولد له في الطريق ابن في ليلة شاتية مظلمة مثلجة، فحاد موسى عن الطريق وقدح النار فلم تور المقدحة شيئا، فبينا هو يزاول ذلك أبصر نارا من بعيد عن يسار الطريق، قيل: كانت ليلة الجمعة، فقال موسى لأهله: امكثوا مكانكم إني آنست أي أبصرت نارا لعلي آتيكم منها أي: من النار بقبس أي: بشعلة، القبس: النار المقتبسة في رأس عود أو فتيلة أو غيرهما. قوله: (أو أجد على النار هدى)، يعني: من يدلني على الطريق، أو ينفعني بهداه في أبواب الدين. قوله: (فلما أتاها)، أي: فلما أتى موسى النار رأى شجرة خضراء من أسفلها إلى أعلاها كأنها نار بيضاء تتقد، وسمع تسبيح الملائكة، ورأى نورا عظيما فخاف فألقيت عليه السكينة، ونودي: * (يا موسى إني أنا ربك فاخلع نعليك) *، قيل: سبب أمره بخلع نعليه أنهما كانتا من جلد حمار ميت غير مدبوغ، فخلع موسى نعليه وألقاهما من وراء الوادي. قوله: (إنك بالوادي المقدس)، أي: المطهر، طوى اسم واد، قرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو بالتنوين منصرفا بتأويل المكان، والباقون بغير تنوين غير منصرف بتأويل البقعة، وقيل للوادي المقدس: طوى طوى، مرتين أي: قدس، مرتين، وقيل: نودي نداءين.
آنست أبصرت يعني: معنى آنست أبصرت من الإيناس، وهو الإبصار البين الذي لا شبهة فيه، ومنه إنسان العين: لأنه يتبين به الشيء، والإنس لظهورهم، وقيل: الإيناس: إبصار ما يؤنس به.
قال ابن عباس المقدس المبارك وقع هذا من قول ابن عباس إلى آخر ما ذكره من تفسير الألفاظ المذكورة في رواية أبي ذر عن المستملي والكشميهني