والحديث الثاني، وفي النكاح بالحديث الأول، وأخرجه مسلم في صفة النار عن أبي بكر بن أبي شيبة وأبي كريب. وأخرجه الترمذي في التفسير عن هارون بن إسحاق وعن عبدة بن سليمان، وأخرجه النسائي في التفسير أيضا عن محمد بن رافع وهارون بن إسحاق بحديث الباب وفي عشرة النساء بالحديث الأول. وأخرجه ابن ماجة في النكاح عن أبي بكر ابن أبي شيبة بالحديث الأول.
ذكر معناه: قوله: (وذكر الذي عقر الناقة)، أي: ناقة صالح، عليه الصلاة والسلام، وقصتها هي: أن صالحا لما دعا قومه إلى الله تعالى اقترحوا عليه ناقة لأنهم كانوا أصحاب إبل وكانت النوق عندهم عزيزة، فقالوا: لتكن الناقة سوداء حالكة عشراء ذات عرف وناصية ووبر، فسأل الله فأوحى إليه: أخرج بهم إلى فضاء من الأرض، فخرجوا فقال: من أين تريدونها، فأشاروا إلى صخرة، فقالوا: من هذه فأشار إليها صالح، عليه الصلاة والسلام، فقال: أخرجي بإذن الله، فتمخضت تمخض الحامل وانفجرت عن ناقة كما طلبوا، ثم تلاها فصيل لها، فآمن خلق ممن حضر منهم ملكهم جندع بن عمرو ورهط من قومه، وأراد أشراف ثمود أن يؤمنوا فنهاهم دؤاب بن عمرو وصاحب أوثانهم ورئاب بن ضمعر، وكان من أشراف ثمود وفي (تاريخ الفربري): قالوا لصالح، عليه الصلاة والسلام: لن نؤمن لك حتى تخرج لنا من هذه الصخرة ناقة ذات ألوان من أحمر ناصع وأصفر فاقع وأسود حالك وأبيض يقق، ويكون نظرها كالبرق الخاطف ورغاؤها كالرعد القاصف، ويكون طولها مائة ذراع وعرضها كذلك، ذات ضروع أربعة فنحلب منها ماء وعسلا ولبنا وخمرا، ويكون لها تبيع على صفتها، وليكن حنينها بتوحيد إل 1764; هك والإقرار بنبوتك، فخرجت مثل ما قالوا، فآمن الملك وكذب بعضهم وكذب أخو الملك صالحا وملكه ممن لم يؤمن به منهم، والقصة طويلة، فآخر الأمر قالوا: قد ضايقتنا هذه الناقة في الماء والكلأ، فأجمعوا على عقرها كما نذكره. قوله: (انتدب لها رجل)، من ندبه لأمر فانتدب أي: دعا له فأجاب. قوله: (ذو عز ومنعة)، بفتح الميم والنون وبالعين المهملة، وقيل: بسكون النون: وهي القوة وما يمنع به الخصم. قوله: (في قوة)، كذا هو في رواية الكشميهني والسرخسي وفي رواية الأكثرين في قومه. قوله: (كأبي زمعة)، وهو الأسود بن المطلب وكان ذا عز ومنعة في قومه كعاقر الناقة، والتشبيه في هذا، وعاقر الناقر هو قدار بن سالف، وذكر السهيلي: أنه كان ولد زنا وهو أحمر ثمود الذي يضرب به المثل في الشؤم، وكان أحمر أشقر أزرق سناطا قصيرا، وقال الثعلبي: اسمه قديرة، وقال الجوهري: اسمه قدار بالدال المهملة وهو الأصح وقال وهب: وكان في المدينة ثمانية رهط يفسدون في الأرض ولا يصلحون فانضاف إليهم قدار فصاروا تسعة وقال وهب: وكانت الثمانية حاكة وكان الذي تولى عقرها قدار بن سالف، ورماها مصدع بن مهرج، وذكرهم ابن دريد في (الوشاح)، فقال: قدار بن سالف بن جدع. ومصدع بن مهرج بن هزيل بن المحيا. وهزيل بن عنز بن غنم بن ميلع. وسبيع بن مكيف بن سيحان. وعرام بن نهبى بن لقيط. ومهرب بن زهير بن سبيع. وسبيع بن رغام بن ملدع، وعريد بن نجد ابن مهان، ورعين بن عمر بن داعر.
8733 حدثنا محمد بن مسكين أبو الحسن حدثنا يحيى بن حسان بن حيان أبو زكرياء حدثنا سليمان عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما نزل الحجر في غزوة تبوك أمرهم أن لا يشربوا من بئرها ولا يستقوا منها فقالوا قد عجنا منها واستقينا فأمرهم أن يطرحوا ذالك العجين ويهريقوا ذالك الماء. (الحديث 8733 طرفه في: 9733).
مطابقته للترجمة ظاهرة. ومحمد بن مسكين اليماني شيخ الشيخين، ويحيى بن حسان منصرفا وغير منصرف ابن حيان، بفتح الحاء المهملة وتشديد الياء آخر الحروف، التنيسي مر في الجنائز، وسليمان هو ابن بلال أبو أيوب مولى القاسم بن محمد ابن أبي بكر الصديق، رضي الله تعالى عنه، وكان بربريا.
قوله: (لما نزل الحجر) أي: منازل ثمود. قوله: (ويهريقوا)، أي: ويريقوا من الإراقة، والهاء زائدة، وإنما أمرهم أن لا يشربوا من مائها خوفا أن يورثهم قسوة أو شيئا يضرهم.