عمدة القاري - العيني - ج ١٥ - الصفحة ٢٢٩
ذكر تعدد موضعه ومن أخرجه غيره: أخرجه البخاري أيضا في التفسير عن محمد بن كثير مختصرا، وفي التوحيد بتمامه عن قبيصة بن عقبة وفي التوحيد أيضا عن إسحاق بن نصر وفي المغازي عن قتيبة. وأخرجه مسلم في الزكاة عن قتيبة به وعن هناد بن السري وعن عثمان بن أبي شيبة وعن محمد بن عبد الله بن نمير. وأخرجه أبو داود في السنة عن محمد بن كثير به. وأخرجه النسائي في الزكاة وفي التفسير عن هناد به وفي المحاربة عن محمود بن غيلان.
ذكر معناه: قوله: (قال)، وقال ابن كثير: أي: قال البخاري: وقال محمد بن كثير كذا روى هنا معلقا، ورواه في تفسير سورة براءة بقوله: حدثنا محمد بن كثير، فوصله لكنه لم يسقه بتمامه، وإنما اقتصر على طرف من أوله، وابن كثير هذا هو أحد مشايخ البخاري، روى عنه في الكتاب في مواضع، وروى مسلم عن عبد الله الدارمي عنه عن أخيه حديثا في الرؤيا. قوله: (بذهيبة) بالتصغير، قال الخطابي: إنما أنثها على نية القطعة من الذهب، وقد يؤنث الذهب في بعض اللغات، وقال ابن الأثير: قيل: هو تصغير على اللفظ، وفي رواية مسلم: بعث علي، رضي الله تعالى عنه، وهو باليمن بذهبة في تربتها إلى رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وقال النووي: هكذا هو في جميع نسخ بلادنا: بذهبة، بفتح الذال، وكذا نقله القاضي عن جميع رواة مسلم عن الجلودي قال: وفي رواية ابن ماهان: بذهيبة، على التصغير. وقال ابن قرقول: قوله: بعث بذهب، كذا الرواية عن مسلم عند أكثر شيوخنا، ويقال الذهب يؤنث والمؤنث الثلاثي إذا صغر ألحق في تصغيره الهاء نحو: فريسة وشميسة. قوله: (فقسمها بين الأربعة)، أي: بين أربعة أنفس، وفي رواية مسلم: فقسمها رسول الله، صلى الله عليه وسلم بين أربعة نفر. قوله: (الأقرع بن حابس)، يجوز بالرفع والجر، أما الرفع فعلى أنه خبر مبتدأ محذوف أي: أحدهم الأقرع، وأما الجر فعلى أنه وما بعده من المعطوف بدل من: الأربعة، أو بيان، والأقرع بفتح الهمزة وسكون القاف وبالراء وبالعين المهملة: ابن حابس، بالحاء المهملة وكسر الباء الموحدة وبالسين المهملة: ابن عقال بن محمد بن سفيان بن مجاشع المجاشعي الدارمي، أحد المؤلفة قلوبهم، قال ابن إسحاق الأقرع بن حابس التميمي قدم على رسول الله، صلى الله عليه وسلم مع عطارد بن حاجب في أشراف بني تميم بعد فتح مكة، وقد كان الأقرع بن حابس وعيينة بن حصن شهدا مع رسول الله، صلى الله عليه وسلم فتح مكة وحنينا والطائف، وقال ابن دريد: اسم الأقرع فراس. وفي (التوضيح) بخط منصور بن عثمان الخابوري: الصواب حصين، وقال أبو عمر في باب الفاء من (الاستيعاب): فراس بن حابس، أظنه من بني العنبر، قدم على رسول الله، صلى الله عليه وسلم، في وفد بني تميم. وفي (التوضيح) في كتاب (لطائف المعارف) لأبي يوسف: كان الأقرع أصم مع قرعه وعوره. وفي (الكامل): كان في صدر الإسلام سيد خندف، وكان محله فيها محل عيينة بن حصن في قيس، وقال المرزباني: هو أول من حرم القمار، وكان يحكم في كل موسم، وقال الجاحظ في كتاب (العرجان): إنه كان من أشرافهم وأحد الفرسان الأشراف، ساير رسول الله، صلى الله عليه وسلم مرجعه من فتح مكة، وقال أبو عبيدة: كان أعرج الرجل اليسرى، قتل باليرموك سنة ثلاث عشرة مع عشرة من بنيه، وقال ابن دريد: استعمله عبد الله بن عامر بن كريز على جيش أنفذه إلى خراسان فأصيب بالجوزجان. قوله: (الحنظلي ثم المجاشعي) الحنظلي: نسبة إلى حنظل بن مالك بن زيد مناة بن تميم، والمجاشعي: نسبة إلى مجاشع ابن دام بن مالك بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم. قوله: (وعيينة بن بدر)، أي: الثاني من الأربعة: عيينة مصغر عينة ابن بدر، وفي مسلم: عيينة بن حصن. قلت: بدر جده وحصن أبوه، ففي رواية البخاري ذكره منسوبا إلى جده، وفي رواية مسلم ذكره منسوبا إلى أبيه حصن بن بدر بن عمرو بن حويرثة بن لوذان بن ثعلبة بن عدي بن فزارة بن ذبيان بن بغيض بن ريث ابن غطفان. قوله: (الفزاري)، بفتح الفاء وتخفيف الزاي وبالراء: نسبة إلى فزارة المذكورة في نسبه. وفي (التوضيح): عيينة اسمه حذيفة بن حصن بن حذيفة بن بدر، ولقب عيينة لأنه طعن في عينه، وكنيته أبو مالك، أسلم قبل الفتح وارتد مع طليحة بن خويلد، وقاتل معه وتزوج عثمان بابنته، وهو عريق في الرياسة، وهو المقول فيه: الأحمق المطاع. قوله: (وزيد الطائي) وفي مسلم: وزيد الخير الطائي ثم أحد بني نبهان، قال النووي: قال في هذه الرواية: زيد الخير الطائي، كذا هو في جميع النسخ: الخير، بالراء، وقال في رواية: زيد الخيل، باللام وكلاهما صحيح، يقال بالوجهين كان يقال له في الجاهلية: زيد الخيل، فسماه رسول الله،
(٢٢٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 224 225 226 227 228 229 230 231 232 233 234 ... » »»