عمدة القاري - العيني - ج ١٥ - الصفحة ١٧٨
برأس الوعاء الذي يفرغ منها فيه. وقال القابسي: معناه يكون لما يلقيه الكاهن حس كحس القارورة عند تحريكها مع اليد أو على الصفاء، وفي التوضيح: ويقال: بالزاي، وهو ما يسمع من حس الزجاجة حين يحك بها على شيء. وقال الكرماني: فتقرها، يروى من الإقرار، وقال الداودي: يلقيها كما يستقر الشيء في قراره.
9823 حدثنا عاصم بن علي حدثنا ابن أبي ذئب عن سعيد المقبري عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال التثاؤب من الشيطان فإذا تثاءب أحدكم فليرده ما استطاع فإن أحدكم إذا قال ها ضحك الشيطان.
عاصم بن علي بن عاصم بن صهيب أبو الحسين مولى قريبة بنت محمد بن أبي بكر الصديق من أهل واسط، وروى البخاري عنه في مواضع، وروى عن محمد بن عبد الله عنه في الحدود، قال: مات سنة إحدى وعشرين أو عشرين ومائتين. وقال ابن سعد: مات بواسط. قلت: هو من الأفراد، وروى عنه محمد بن عبد الرحمن بن أبي ذئب عن سعيد المقبري عن أبيه كيسان عن أبي هريرة.
وقال المزي في (الأطراف): حديث: التثاؤب من الشيطان، ثم علم علامة البخاري حرف (خ) ثم قال في صفة إبليس: عن عاصم بن علي عنه به، ثم علم علامة النسائي (س) ثم قال في اليوم والليلة: عن أحمد بن حرب إلى آخره، ثم قال: ورواه غير واحد عن ابن أبي ذئب عن سعيد المقبري عن أبيه عن أبي هريرة، وسيأتي. ثم قال بعد ذلك: لما وعده محمد بن عبد الرحمن بن أبي ذئب عن سعيد المقبري عن أبيه عن أبي هريرة، حديث: (إن الله يحب العطاس ويكره التثاؤب (خ)) وفي الأدب عن آدم، وفيه وفي بدء الخلق عن عاصم بن علي (د) في الأدب (ت) في الاستيذان جميعا عن الحسن علي (س) في اليوم والليلة عن عمرو بن علي، ثم قال: قال الترمذي: هذا أصح من حديث ابن عجلان، يعني: عن سعيد عن أبي هريرة، وكذلك رواه القاسم بن يزيد عن ابن أبي ذئب عن سعيد عن أبي هريرة.
قوله: (التثاؤب)، مصدر من تثاءب يتثاءب، والاسم الثؤباء. قوله: (من الشيطان)، وإنما جعله من الشيطان كراهة له لأنه إنما يكون مع ثقل البدن وامتلائه وميله إلى الكسل والنوم، وأضافه إلى الشيطان لأنه هو الذي يدعو إلى إعطاء النفس شهواتها، وأراد به التحذير من السبب الذي يتولد منه، وهو التوسع في المطعم والشبع، فيثقل عن الطاعات ويكسل عن الخيرات. قوله: (فإذا تثاءب) هو فعل ماضي من باب تفاعل، وأصله من: الثأب، ومادته: ثاء مثلثة وهمزة وباء موحدة، وتثاءب بالمد والتخفيف، ويروى بالواو: تثاوب، وقيل: لا يقال: تثاءب، مخففا بل تثأب، بالتشديد في الهمزة. وقال الجوهري: لا يقال: تثاوب، بالواو. وأما حديث التثاوب فهو النفس الذي ينفتح منه الفم لدفع البخارات المختنقة في عضلات الفك، وهو إنما ينشأ من امتلاء المعدة وثقل البدن ويورث الكسل وسوء الفهم والغفلة. قوله: (فليرده) أي: ليكظم وليضع يده على الفم لئلا يبلغ الشيطان مراده من تشويه صورته ودخول فمه وضحكه منه. قوله: (إذا قال ها)، كلمة: ها، حكاية صوت المتثاوب، فإذا قال: ها، يعني: إذا بالغ في التثاؤب، ضحك الشيطان فرحا بذلك، ولذلك قالوا: لم يتثاءب نبي قط. وقال الداودي: إن فتح فاه ولم يضمه بصق فيه وقال: ها، ضحك منه.
0923 حدثنا زكرياء بن يحيى حدثنا أبو أسامة قال هشام أخبرنا عن أبيه عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت لما كان يوم أحد هزم المشركون فصاح إبليس أي عباد الله أخراكم فرجعت أولاهم فاجتلدت هي وأخراهم فنظر حذيفة فإذا هو بأبيه اليمان فقال أي عباد الله أبى أبي فوالله ما احتجزوا حتى قتلوه فقال حذيفة غفر الله لكم قال عروة فما زالت في حذيفة منه بقية خير حتى لحق بالله..
زكرياء بن يحيى بن عمر أبي السكن الطائي الكوفي، وهو من أفراده، وأبو أسامة حماد بن أسامة، وهشام بن عروة يروي
(١٧٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 173 174 175 176 177 178 179 180 181 182 183 ... » »»