عمدة القاري - العيني - ج ١٥ - الصفحة ١٦٢
تورون: توريون، نقلت ضمة الياء إلى الراء وحذفت الياء لالتقاء الساكنين، فصار: تورون على وزن: تفعون.
للمقوين للمسافرين والقي القفر أشار به إلى ما في قوله تعالى: * (تذكرة ومتاعا للمقوين) * (الواقع: 37). وفسر المقوين بقوله المسافرين، واشتقاقه من: أقوى الرجل إذا نزل المنزل القواء، وهو الموضع الذي لا أحد فيه. وروى الطبري من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس، قال: للمقوين للمسافرين، ومن طريق الضحاك وقتادة مثله، ومن طريق مجاهد قال: للمقوين، أي: المستحقين، أي: المسافر والحاضر، ويقال: المقوين من لا زاد له، وقيل: المقوي الذي له مال، وقيل: المقوي الذي أصحابه وإبله أقوياء، وقيل: هو من معه دابة. قوله: (والقي)، بكسر القاف وتشديد الياء، وفسره بقوله: (القفر) بفتح القاف وسكون الفاء وفي آخره راء، وهو: مفازة لا نبات فيها ولا ماء، ويجمع على: قفار.
وقال ابن عباس: صراط الجحيم: سواء الجحيم ووسط الجحيم أشار به إلى ما في قوله تعالى: * (فاهدوهم إلى صراط الجحيم) * (الصافات: 32). وروى الطبري من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله تعالى: * (فاطلع فرآه في سواء الجحيم) * (الصافات: 55). قال: في وسط الجحيم، ومن طريق قتادة والحسن مثله.
لشوبا من حميم يخلط طعامهم ويساط بالحميم أشار به إلى ما في قوله تعالى: * (ثم إن لهم عليها لشوبا من حميم) * (الصافات: 76). وفسره بقوله: يخلط... إلى آخره، والشوب الخلط. قال أبو عبيدة: تقول العرب: كل شيء خلطته بغيره فهو شوب. قوله: (يساط)، على صيغة المجهول أي: يخلط، ومنه: المسواط، وهو الخشبة التي يحرك بها ما فيه التخليط، وهو بالسين المهملة.
زفير وشهيق صوت شديد وصوت ضعيف أشار به إلى ما في قوله تعالى: * (ففي النار لهم فيها زفير وشهيق) * (هود: 601). وفسر الزفير بالصوف الشديد، والشهيق بالصوت الضعيف، وهكذا فسره ابن عباس، أخرجه الطبري وابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس، ومن طريق أبي العالية قال: الزفير في الحلق والشهيق في الصدر، ومن طريق قتادة: هو كصوت الحمار أو له زفير وآخره شهيق. وقال الداودي: الشهيق هو الذي يبقى بعد الصوت الشديد من الحمار.
وردا عطاشا أشار به إلى ما في قوله تعالى: * (ونسوق المجرمين إلى جهنم وردا) * (مريم: 68). وفسر الورد بالعطاش، وكذا روي عن ابن عباس، وروي عن مجاهد: وردا منقطعة أعناقهم قال أهل اللغة: الورد مصدر: ورد، والتقدير عندهم، ذوي ورد، ويحكى أنه يقال للواردين الماء: ورد، ويقال: ورد، أي: وراد، كما يقال: قوم زور أي زوار. فإن قلت: الذي يرد الماء ينافي العطش. قلت: لا يلزم من الورود إلى الماء تناوله منه، وقد جاء في حديث الشفاعة أنهم يشكون العطش فترفع لهم جهنم سراب ماء، فيقال: ألا تردون؟ فيردونها فيتساقطون فيها.
غيا خسرانا أشار بهذا إلى ما في قوله تعالى: * (فسوق يلقون غيا) * (مريم: 95). وفسر الغي بالخسران، وعن ابن مسعود: الغي: واد في جهنم، والمعنى فسوق يلقون حر الغي، وعنه: واد في جهنم بعيد القعر خبيث الطعم.
وقال مجاهد: يسجرون، توقد بهم النار أشار بهذا إلى ما في قوله تعالى: * (ثم في النار يسجرون) * (غافر: 27). وفسره بقوله: توقد بهم النار كأنهم يصيرون وقود النار، وفي رواية الأكثرين: توقد لهم، وفي رواية أبي ذر: بهم، بالباء.
(١٦٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 157 158 159 160 161 162 163 164 165 166 167 ... » »»