عمدة القاري - العيني - ج ١٥ - الصفحة ١١٧
أشار بهذا إلى قوله تعالى: * (والشمس وضحاها) * (الشمس: 1). وفسر الضحى بالضوء، وصله عبد بن حميد من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد، قال: * (والشمس وضحاها) * (الشمس: 1). قال: ضوؤها، وقال الإسماعيلي: يريد أن الضحى تقع في صدر النهار، وعنده تشتد إضاءة الشمس، وروى ابن أبي حاتم من طريق قتادة والضحاك، وقال: ضحاها النهار، وفي (تفسير النسفي).. * (والشمس وضحاها) * (الشمس: 1). إذا أشرقت وقام سلطانها، ولذلك قيل: وقت الضحى، وكان وجهه شمس الضحى، وقيل: الضحوة ارتفاع النهار، والضحى فوق ذلك.
أن تدرك القمر لا يستر ضوء أحدهما ضوء الآخر ولا ينبغي لهما ذلك سابق النهار يتطالبان حثيثان نسلخ نخرج أحدهما من الآخر ونجري كل واحد منهما أشار بهذا إلى قوله تعالى: * (لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار) * (يس 1764;: 04). قال الضحاك: إي: لا يزول الليل من قبل مجيء النهار، وقال الداودي: أي: لا يأتي الليل في غير وقته. قوله: (ولا الليل سابق النهار) أي: يتطالبان حثيثان، أي: سريعان، وقال تعالى: يطلبه حثيثا أي: سريعا. قوله: (نسلخ منه النهار) أي: نسلخ من الليل النهار، والسلخ الإخراج. ويقال: سلخت الشاة من الإهاب، والشاة مسلوخة، والمعنى: أخرجنا النهار من الليل إخراجا لم يبق معه شيء، فاستعير السلخ لإزالة الضوء وكشفه عن مكان الليل وملقى ظله. قوله: (وتجري) بالنون من الإجراء. قوله: (كل واحد منهما)، أي: من الليل والنهار، ولما كان السلخ إخراج النهار من الليل وبالعكس أيضا كذلك، عمم البخاري فقال بلفظ أحدهما.
واهية وهيها تشققها أشار بهذا إلى قوله تعالى: * (وانشقت السماء فهي يومئذ واهية) * (الحاقة: 61). وفسر الوهي بالتشقيق، وهذا قول الفراء، وروى الطبري عن ابن عباس: واهية متمزقة ضعيفة.
أرجائها ما لم ينشق منها فهي على حافتيه كقولك على أرجاء البئر أشار بهذا إلى قوله تعالى: * (والملك على أرجائها) * (الحاقة: 71). وهو جمع الرجاء مقصورا، وهو ناحية البئر، والرجوان حافتا البئر، ووقع في رواية غير الكشميهني: فهو على حافتيها، وكأنه أفرد الضمير باعتبار لفظ الملك، وجمع باعتبار الجنس، وروى عن قتادة في قوله: * (والملك على أرجائها) * (الحاقة: 71). أي: على حافات السماء، وروى الطبري عن سعيد بن المسيب مثله، وعن سعيد بن جبير: على حافاة الدنيا، وعن ابن عباس قال: والملك على حافات السماء حين تشقق.
أغطش وجن أظلم أشار بقوله: أغطش إلى قوله تعالى: * (أغطش ليلها) * (النازعات: 92). وبقوله: وجن، إلى قوله تعالى: * (فلما جن عليه الليل) * (الأنعام: 67). وفسرهما بقوله: أظلم، فالأول: تفسير قتادة أخرجه عبد بن حميد من طريقه، والثاني: تفسير أبي عبيدة.
وقال الحسن كورت تكور حتى يذهب ضوءها أشار بهذا إلى قوله تعالى: * (إذا الشمس كورت) * (التكوير: 1). قال الحسن البصري: معنى: كورت، تكور حتى يذهب ضوؤها، ومعنى تكور تلف، تقول: كورت العمامة تكويرا إذا لففتها، والتكوير أيضا الجمع، تقول: كورته إذا جمعته، وقد أخرج الطبري من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس: * (إذا الشمس كورت) * (التكوير:). يقول: أظلمت، ومن طريق الربيع بن خثيم، قال: كورت، أي: رمى بها، ومن طريق أبي يحيى عن مجاهد: كورت، قال: اضمحلت.
والليل وما وسق جمع من دابة وصله عبد بن حميد من طريق مبارك بن فضالة عن الحسن نحوه.
اتسق استوى
(١١٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 ... » »»