وفي بعضها: بضم التاء والنون، وفي بعضها: بفتح التاء والنون مشددة مفتوحة على حذف إحدى التاءين. قلت: لأن أصله: لا تتكنوا.
1212 حدثنا مالك بن إسماعيل قال حدثنا زهير عن حميد عن أنس رضي الله تعالى عنه قال دعا رجل بالبقيع يا أبا القاسم فالتفت إليه النبي صلى الله عليه وسلم فقال لم أعنك قال سموا باسمي ولا تكتنوا بكنيتي..
هذا طريق آخر في حديث أبي هريرة السابق، وقال ابن التين: ليس هذا الحديث مما يدخل في هذا التبويب، لأنه ليس فيه ذكر السوق. وقال بعضهم: وفائدة إيراد الطريق الثانية. قوله: (فيها: إنه كان بالبقيع)، فأشار إلى أن المراد بالسوق في الرواية الأولى السوق الذي كان بالبقيع. انتهى. قلت: هذا يحتاج إلى دليل على أن المراد ما ذكره، والبقيع في الأصل من الأرض المكان المتسع، ولا يسمى بقيعا إلا وفيه شجر أو أصولها. وبقيع الغرقد: موضع بظاهر المدينة فيه قبور أهلها، كان به شجر الغرقد، فذهب وبقي اسمه، وفائدة إيراد هذا الطريق، وإن لم يكن فيه ذكر السوق، التنبيه على أنه رواه من طريقين، فالمطابقة للترجمة في الطريق الأولى ظاهرة، وأما الطريق الثانية ففي الحقيقة تبع للطريق الأول، فيدخل في حكمه، وقال الكرماني: ما وجه تعلقه بالترجمة؟ قلت: كان في البقيع سوق في ذلك الوقت. قلت: هذا يحتاج إلى الدليل كما ذكرناه عند قول بعضهم، والظاهر أنه أخذ ما قاله الكرماني ومالك بن إسماعيل بن زياد أبو غسان النهدي الكوفي، وزهير هو ابن معاوية قوله: (لم أعنك) أي: لم أقصدك. وقال الكرماني: الأمر للوجوب أولا والنهي للتحريم آخرا. قلت: قد ذكرنا جوابه عن قريب.
2212 حدثنا علي بن عبد الله قال حدثنا سفيان عن عبيد الله بن أبي يزيد عن نافع بن جبير بن مطعم عن أبي هريرة الدوسي رضي الله تعالى عنه قال خرج النبي صلى الله عليه وسلم في طائفة النهار لا يكلمني ولا أكلمه حتى أتى سوق بني قينقاع فجلس بفناء بيت فاطمة فقال أثم لكع أثم لكع فحبسته شيئا فظننت أنها تلبسه سخابا أو تغسله فجاء يشتد حتى عانقه وقبله وقال أللهم أحببه وأحب من يحبه. (الحديث 2212 طرفه في: 4885).
مطابقته للترجمة في قوله: (حتى أتى سوق بني قينقاع). وعلي بن عبد الله هو ابن المديني، وسفيان هو ابن عيينة، وعبيد الله ابن أبي يزيد من الزيادة قد مر في: باب وضع الماء عند الخلاء.
والحديث أخرجه البخاري أيضا في للباس عن إسحاق بن إبراهيم الحنظلي وأخرجه مسلم في الفضائل عن ابن أبي عمر عن سفيان به، وعن أحمد بن حنبل عنه ببعضه. وأخرجه النسائي في المناقب عن حسين بن حرب. وأخرجه ابن ماجة في السنة عن أحمد بن عبدة عن سفيان نحوه مختصرا.
ذكر معناه: قوله: (عن عبيد الله)، وفي رواية مسلم: عن سفيان حدثني عبيد الله. قوله: (نافع بن جبير)، هو المذكور في الحديث الأول، وليس له عن أبي هريرة في البخاري سوى هذا الحديث. قوله: (الدوسي)، بفتح الدال المهملة وسكون الواو وبالسين المهملة: نسبة إلى أبي هريرة إلى دوس بن عدنان بن عبد الله، قبيلة في الأزد. قوله: (في طائفة النهار) أي: في قطعة منه. قال الكرماني: وفي بعضها: في صائفة النهار، أي: حر النهار، يقال: يوم صائف: أي حار. قلت: هذا هو الأوجه. قوله: (لا يكلمني ولا أكلمه)، أما من جانب النبي صلى الله عليه وسلم فلعله كان مشغول الفكر بوحي أو غيره، وأما من جانب أبي هريرة فللتوقير، وكان ذلك شأن الصحابة إذا لم يروا منه نشاطا. قوله: (فجلس بفناء بيت فاطمة، رضي الله تعالى عنها) الفناء، بكسر الفاء بعدها نون ممدودة: اسم للموضع المتسع الذي أمام البيت. وقال الداودي: سقط بعض الحديث عن النافل، وإنما أدخل حديث في حديث، إذ ليس بيت فاطمة في سوق بني قينقاع، إنما بيتها بين بيوت النبي صلى الله عليه وسلم. قيل: ليس فيه إدخال حديث في حديث، ولكن فيه بعض سقط، ورواية مسلم تبينه، ولفظه عن سفيان: حتى جاء سوق بني قينقاع ثم