عمدة القاري - العيني - ج ١٠ - الصفحة ٢٩١
صرمة) قيس بفتح القاف وسكون الياء آخر الحروف وفي آخره سين مهملة: وصرمة، بكسر الصاد المهملة وسكون الراء وفتح الميم، هكذا هو في رواية البخاري، وتابعه على ذلك الترمذي والبيهقي وابن حبان في (معرفة الصحابة) وابن خزيمة في (صحيحه) والدارمي في (مسنده) وأبو داود في (كتاب الناسخ والمنسوخ) والإسماعيلي وأبو نعيم في (مستخرجيهما) وقال أبو نعيم في (كتاب الصحابة) تأليفه: صرمة بن أبي أنس، وقيل: ابن قيس الخطمي الأنصاري، يكنى أبا قيس، كان شاعرا نزلت فيه * (وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود) * (البقرة: 781). الآية، ثم روى بإسناده عن أبي صالح (عن ابن عباس أن صرمة بن أبي أنس أتى النبي، صلى الله عليه وسلم، عشية من العشيات، وقد جهده الصوم، فقال له: مالك يا أبا قيس: أمسيت طليخا...؟) الحديث، قال: ورواه جبارة بن موسى عن أبيه عن أشعث بن سوار عن عكرمة عن ابن عباس، ورواه حماد بن سلمة عن محمد بن إسحاق عن محمد بن يحيى بن حبان أن صرمة بن قيس... فذكر نحوه. انتهى. وكذا ذكره أبو داود في (سننه): صرمة بن قيس، وقال ابن عبد البر: صرمة بن أبي أنس قيس بن مالك بن عدي النجاري، يكنى أبا قيس، وقال بعضهم: صرمة بن مالك، نسبه إلى جده، وهو الذي نزل فيه وفي عمر، رضي الله تعالى عنه: * (أحل لكم ليلة الصيام) * (البقرة: 781). وفي (أسباب النزول) للواحدي: (عن القاسم بن محمد أن عمر، رضي الله تعالى عنه، جاء إلى امرأته فقالت: قد نمت، فوقع عليها، وأمسى صرمة بن قيس صائما فنام قبل أن يفطر..) الحديث. وقال أبو جعفر، رضي الله تعالى عنه، أحمد بن نصر الداودي وابن التين: يخشى أن يكون رواية البخاري غير محفوظة، إنما هو صرمة. وأما النسائي فلما ذكره في (كتاب السنن) قال: إن أبا قيس بن عمر فذكر الحديث، وقال السهيلي: حديث صرمة بن أبي أنس قيس بن صرمة الذي أنزل الله تعالى فيه وفي عمر، رضي الله تعالى عنه: * (أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم) * (البقرة: 781). إلى قوله: * (وعفا عنكم) * (البقرة: 781).
فهذه في عمر، رضي الله تعالى عنه. ثم قال: * (وكلوا واشربوا) * (البقرة: 781). إلى آخر الليلة، فهذه في صرمة بن أبي أنس، بدأ الله بقصة عمر لفضله. فقال: * (فالآن باشروهن) * (البقرة: 781). ثم بقصة صرمة، فقال: * (وكلوا واشربوا) * (البقرة: 781). وعند ابن الأثير، من حديث محمد بن إسماعيل بن عياش: أخبرنا أبو عروبة عن قيس بن سعد عن عطاء (عن أبي هريرة: نام ضمرة بن أنس الأنصاري ولم يشبع من الطعام والشراب، فنزلت: * (أحل لكم ليلة الصيام...) * (البقرة: 781). الآية، قيل: إنه تصحيف، ولم يتنبه له ابن الأثير، والصواب صرمة بن أبي أنس، وهو مشهور في الصحابة، يكنى أبا قيس. والصواب في ذلك من بين هذه الروايات ما ذكره ابن عبد البر، فمن قال: قيس بن صرمة، قلبه كما أشار إليه الداودي، كما ذكرناه الآن، وكذا قال السهيلي وغيره: إنه وقع مقلوبا في رواية حديث الباب، ومن قال: صرمة بن مالك، نسبه إلى جده، ومن قال: صرمة بن أنس حذف أداة الكنية من أبيه، ومن قال: أبو قيس ابن عمرو أصاب في كنيته وأخطأ في اسم أبيه، وكذا من قال: أبو قيس بن صرمة، وكأنه أراد أن يقول: أبو قيس صرمة فزيد فيه: أين. فافهم. فبهذا يجمع بين هذه الروايات المذكورة، والله أعلم. قوله: (أعندك؟) بكسر الكاف والهمزة للاستفهام. قوله: (قالت: لا)، أي: ليس عند طعام، ولكن أنطلق فأطلب لك، ظاهر هذا الكلام أنه لم يجيء معه بشيء، لكن ذكر في مرسل السدي أنه أتاها بتمر، فقال: استبدلي به طحينا واجعليه سخينا، فإن التمر أحرق جوفي. وفي مرسل ابن أبي ليلى: (فقال لأهله: أطعموني، فقالت: حتى أجعل لك شيئا سخينا)، ووصله أبو داود من طريق ابن أبي ليلى: قال حدثنا أصحاب محمد فذكره مختصرا. قوله: (وكان يومه)، بالنصب أي: وكان قيس بن صرمة في يومه يعمل أي: في أرضه، وصرح بها أبو داود في روايته، وفي مرسل السدي: (كان يعمل في حيطان المدينة بالأجرة)، فعلى هذا فقوله: في أرضه إضافة اختصاص. قوله: (فغلبته عيناه) أي: نام، لأن غلبة العينين عبارة عن النوم، وفي رواية الكشميهني: (عينه) بالإفراد. قوله: (خيبة لك)، منصوب لأنه مفعول مطلق يجب حذف عامله، وقيل: إذا كان بدون اللام يجب نصبه، وإذا كان مع اللام جاز نصبه، والخيبة: الحرمان، يقال: خاب الرجل إذا لم ينل ما طلبه. قوله: (فلما انتصف النهار غشي عليه)، وفي رواية أحمد: (فأصبح صائما، فلما انتصف النهار...). وفي رواية أبي داود: (فلم ينتصف النهار حتى غشي عليه). وفي رواية زهير عن أبي إسحاق: (فلم يطعم شيئا وبات حتى أصبح صائما حتى انتصف النهار فغشي عليه). وفي مرسل السدي: (فأيقظته
(٢٩١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 286 287 288 289 290 291 292 293 294 295 296 ... » »»