عمدة القاري - العيني - ج ٧ - الصفحة ٢٧٣
الأحاديث في ذلك حديث علي رضي الله تعالى عنه عند مسلم عنه أنه قال قال رسول الله يوم الخندق ' شغلونا عن الصلاة الوسطى صلاة العصر ' وحديث ابن مسعود رضي الله تعالى عنه عند مسلم أيضا عنه ' حبس المشركون النبي عن صلاة العصر حتى غابت الشمس فقال حبسونا عن الصلاة الوسطى ' وحديث عائشة رضي الله تعالى عنها عند مسلم أيضا ' عن أبي يونس مولى عائشة أمرتني عائشة أن أكتب لها مصحفا وقالت إذا بلغت هذه الآية فآذني حافظوا على الصلوات قال فلما بلغتها آذنتها فأملت على حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وصلاة العصر وقالت سمعتها من رسول الله ' (قلت) كذا وقع عند مسلم ' وصلاة العصر ' بواو العطف ووقع في رواية أبي بكر عبد الله بن أبي داود سليمان بن الأشعث السجستاني من رواية أبي هريرة عن قبيصة بن ذؤيب قال في مصحف عائشة حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى صلاة العصر يعني بلا واو وفي كتاب ابن حزم روينا من طريق ابن مهدي عن أبي سهل محمد بن عمرو الأنصاري عن القاسم عنها فذكرته بغير واو قال أبو محمد فهذه أصح رواية عن عائشة وأبو سهل ثقة (قلت) وفيه رد لما قاله أبو عمر لم يختلف في حديث عائشة في ثبوت الواو قال وعلى تقدير صحته يجاب عنه بأشياء. منها أنه من أفراد مسلم وحديث علي متفق عليه. الثاني أن من أثبت الواو امرأة ومسقطها جماعة كثيرة. الثالث موافقة مذهبها لسقوط الواو. الرابع مخالفة الواو للتلاوة وحديث علي موافق. الخامس حديث علي يمكن فيه الجمع وحديثها لا يمكن فيه الجمع إلا بترك غيره. السادس معارضة روايتها برواية البراء بن عازب عند مسلم ' نزلت هذه الآية (حافظوا على الصلوات وصلاة العصر) فقرأناها ما شاء الله ثم نسخها الله فنزلت * (حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى) * فقال رجل هي إذا صلاة العصر فقال البراء قد أخبرتك كيف نزلت وكيف نسخت '. السابع تكون الواو زائدة كما زيدت عند بعضهم في قوله تعالى * (وكذلك نري إبراهيم ملكوت السماوات والأرض وليكون من القانتين) * وقوله تعالى * (وكذلك نصرف الآيات وليقولوا درست) * وقال الأخفش في قوله تعالى * (حتى إذا جاؤها وفتحت أبوابها) * لأن الجواب فتحت وقيل أن العطف فيه من باب التخصيص والتفضيل والتنبيه كما في قوله تعالى * (قل من كان عدوا لله وملائكته ورسله وجبريل وميكال) * (فإن قلت) قد حصل ما ذكرت من التخصيص في العطف وهو قوله تعالى * (والصلاة الوسطى) * فوجب أن يكون العطف الثاني وهو قوله (وصلاة العصر) مغايرا له (قلت) لما اختلف اللفظان كان الثاني للتأكيد والبيان كما تقول جاءني زيد الكريم والعاقل فتعطف إحدى الصفتين على الأخرى ومنها حديث سمرة بن جندب عند الترمذي عنه ' عن النبي أنه قال في الصلاة الوسطى صلاة العصر ' وعند أحمد ' أن النبي سئل عن الصلاة الوسطى قال هي صلاة العصر ' وفي لفظ قال ' * (حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى) * وسماها لنا أنها هي العصر ' وعند الحاكم محسنا من حديث خبيب بن سليمان عن أبيه سليمان بن سمرة عن سمرة يرفعه ' وأمرنا أن نحافظ على الصلوات كلهن وأوصانا بالصلاة الوسطى ونبأنا أنها صلاة العصر ' وحديث حفصة عند أبي عمر في التمهيد بسند صحيح وفي الاستذكار اختلف في رفعه وفي ثبوت الواو فيه أنها أمرت كاتبها بكتب مصحف فإذا بلغ هذه الآية يستأذنها فلما بلغها أمرته بكتب حافظوا على الصلاة الوسطى وصلاة العصر ورفعته إلى النبي ورواه هشام عن جعفر بن إياس عن رجل حدثه عن سالم عنها ولم يثبت الواو قال والصلاة الوسطى صلاة العصر وحديث ابن عباس عند الطبراني من حديث ابن أبي ليلى عن الحكم عن مقسم وسعيد بن جبير عنه قال قال النبي يوم الخندق ' شغلونا عن الصلاة الوسطى ملأ الله قبورهم وأجوافهم نارا ' وفي كتاب المصاحف لابن أبي داود من حديث أبي إسحق عن عبيد بن مريم سمع ابن عباس قرأ هذه الحروف ' حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وصلاة العصر ' وفي كتاب ابن حزم من هذه الطريق صلاة العصر أبغير واو ثم قال كذا قاله وكيع وحديث ابن عمر عند أبي عبيد الله محمد بن يحيى بن منده الأصبهاني حدثنا إبراهيم بن عامر بن إبراهيم حدثنا أبي حدثنا يعقوب القمي عن عنبسة بن سعيد الرازي عن ابن أبي ليلى وليث عن نافع عنه عن النبي أنه قال ' الموتور أهله وماله من وتر صلاة الوسطى في جماعة وهي صلاة العصر ' وحديث أبي هريرة عند ابن خزيمة
(٢٧٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 268 269 270 271 272 273 274 275 276 277 278 ... » »»