عمدة القاري - العيني - ج ٤ - الصفحة ٧١
اللباس عن قيس بن حفص، كلاهما عن عبد الواحد بن زياد، وعن إسحاق بن نصر عن أبي أسامة مختصرا. وأخرجه مسلم في الطهارة عن أبي بكر وأبي كريب، كلاهما عن أبي معاوية. وعن إسحاق بن إبراهيم وعلي بن خشرم، كلاهما عن عيسى بن يونس أربعتهم عن الأعمش عن أبي الضحى مسلم بن صبيح عنه به. وأخرجه النسائي فيه عن علي بن خشرم به، وفي الزينة عن أحمد بن حرب عن أبي معاوية نحوه. وأخرجه ابن ماجة في الطهارة عن هشام بن عمار عن عيسى به.
ذكر معناه. قوله: (الإداوة) بكسر الهمزة: المطهرة. قوله: (حتى توارى) أي: غاب وخفي. قوله: (فضاقت)، أي: الجبة.
وفيه جواز أمر الرئيس غيره بالخدمة، والتستر عن أعين الناس عند قضاء الحاجة، والإعانة على الوضوء، والمسح على الخف. وقد مر الكلام فيه مستوفى في باب المسح على الخفين.
8 ((باب كراهية التعري في الصلاة وغيرها)) وفي رواية الكشميهني والحموي: باب كراهية التعري في الصلاة وغيرها، أي: هذا باب في بيان كراهة التعري في نفس الصلاة وغيرها أي: غير الصلاة.
46303 ح دثنا مطر بن الفضل قال حدثنا روح قال حدثنا زكرياء بن إسحاق قال حدثنا عمرو بن دينار قال سمعت جابر بن عبد الله يحدث أن رسول الله كان ينقل معهم الحجارة للكعبة وعليه إزاره فقال له العباس عمه يا ابن أخي لو حللت إزارك فجعلت على منكبيك دون الحجارة قال فحله على منكبيه فسقط مغشيا عليه فما رؤي بعد ذلك عريانا. (الحديث 463 طرفاه في: 2851، 9283).
مطابقة هذا الحديث للترجمة من حيث عموم قوله: (فما رؤي بعد ذلك عريانا)، لأن ذلك يتناول ما بعد النبوة كما يتناول ما قبلها، ثم بعمومه يتناول حالة الصلاة وغيرها.
ذكر رجاله وهم خمسة: الأول: مطر بن الفضل المروزي. الثاني: روح، بفتح الراء وسكون الواو: ابن عبادة التنيسي، مر في باب اتباع الجنائز من الإيمان. الثالث: زكريا بن إسحاق المكي. الرابع: عمرو بن دينار الجمحي، تقدم في باب كتاب العلم. الخامس: جابر بن عبد ا.
ذكر لطائف إسناده. فيه: التحديث بصيغة الجمع في أربعة مواضع. وفيه: السماع. وفيه: التحديث بصيغة الإفراد والمضارع. وفيه: أن رواته ما بين تنيسي ومروزي ومكي، وهذا الحديث من مراسيل الصحابة، رضي ا تعالى عنهم، فإن جابرا لم يحضر القضية. وهي حجة، خلافا لطائفة قد شذوا فيه، ففي نفس الأمر لا يخلو إما أن يكون سمع ذلك من رسول الله بعد ذلك، أو من بعض من حضر ذلك من الصحابة، والأقرب أنه سمعه من العباس، لأنه حدث به عنه أيضا، وسياقه أتم. أخرجه الطبراني، وفيه؛ (فقام وأخذ إزاره، وقال: نهيت أن أمشي عريانا).
ذكر تعدد موضعه ومن أخرجه غيره. أخرجه البخاري أيضا في بنيان الكعبة. وأخرجه مسلم في الطهارة عن زهير بن حرب عن روح بن عبادة عنه به.
ذكر معناه: قوله: (كان ينقل معهم) أي: مع قريش. قوله: (للكعبة) أي: لبناء الكعبة. وقال الزهري: لما بنت قريش الكعبة لم يبلغ النبي عليه الصلاة والسلام، الحلم. وقال ابن بطال وابن التين: كان عمره خمس عشرة سنة. وقال هشام: بين بناء الكعبة والمبعث خمس سنين. وقيل: إن بناء الكعبة كان في سنة ست وثلاثين من مولده، وذكر البيهقي بناءا لكعبة قبل تزوجه خديجة رضي ا تعالى عنها، والمشهور أن بناء قريش الكعبة بعد تزوج خديجة بعشر سنين، فيكون عمره إذ ذاك خمسة وثلاثين سنة. وهو الذي نص عليه محمد بن إسحاق، وقال موسى بن عقبة: كان بناء الكعبة قبل المبعث بخمس عشرة سنة، وهكذا قاله مجاهد وغيره، وفي (سيرة ابن إسحاق) أنه كان يحدث عما كان ا يحفظه في صغره أنه قال: (لقد رأيتني في غلمان قريش بنقل الحجارة لبعض ما تلعب به الغلمان، كلنا قد تعرى وأخذ إزاره وجعل على
(٧١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 ... » »»