عمدة القاري - العيني - ج ٤ - الصفحة ١٨
وهو ظاهر في تقديم الكف على الوجه وهو شاهد لما يراه أبو حنيفة رأى ذلك محمد بن إدريس وبقول أبي حنيفة قال ابن حزم وحكاه عن الأوزاعي وعند مسلم ' ثم تمسح بهما وجهك وكفيك ' وعند ابن ماجة من حديث محمد بن أبي ليلى القاضي عن الحكم وسلمة بن كهيل أنهما سألا عبد الله بن أبي أوفى عن التيمم فقال أمر الله النبي عمارا أن يفعل هكذا وضرب بيديه إلى الأرض ثم نفضهما ومسح على وجهه قال الحكم ويديه وقال سلمة ومرفقيه ' وفي حديث عبيد الله بن عبد الله عن أبيه عن عمار ' فتيممنا مع النبي إلى المناكب ' وسنده صحيح ومن حديث عبيد الله عن عمار عنده وعند أبي داود ' حين تيمموا مع النبي فأمر المسلمين فضربوا بأكفهم التراب ولم يقبضوا من التراب شيئا فمسحوا وجوههم مسحة واحدة ثم عادوا فضربوا بأكفهم الصعيد مرة أخرى فمسحوا بأيديهم ' قال أبو داود وكذا رواه ابن إسحاق قال به عن ابن عباس وذكر ضربتين كما ذكره يونس عن الزهري ورواه معمر ضربتين وعنده أيضا بسند صحيح متصل عن عبيد الله عن ابن عباس رضي الله تعالى عنه ' فقام المسلمون مع رسول الله فضربوا بأيديهم إلى الأرض فمسحوا بها وجوههم وأيديهم إلى المناكب ومن بطون أيديهم إلى الآباط ' وفي لفظ بسند صحيح ' ثم مسح وجهه ويديه إلى نصف الذراع ' وفي لفظ ' إلى نصف الساعد ولم يبلغ المرفقين ضربة واحدة ' وفي رواية ' شك سلمة بن كهيل قال لا أدري فيه إلى المرفقين ' يعني أو إلى الكفين ورواه شعبة عنه إلى المرفقين أو الذراعين قال شعبة ' كان سلمة يقول إلى الكفين والوجه والذراعين فقال له منصور ذات يوم أنظر ما تقول فإنه لا يذكر الذراعين غيرك ' وفي حديث موسى بن إسماعيل حدثنا أبان عن قتادة عمن حدثه عن الشعبي عن عبد الرحمن بن أبزى ' أن رسول الله قال إلى المرفقين ' وقال الطبراني في الأوسط لم يروه عن أبان بن يزيد العطار إلا عفان وفي كتاب الدارقطني قال الحربي فذكر لأحمد بن حنبل فعجب منه وقال ما أحسنه وقال ابن حزم هو حبر ساقط ورواه ابن أبي الذئب عن الزهري فذكر فيه ضربتين رواه ابن مردويه وعند الدارقطني ' لما تمرغ عمار رضي الله تعالى عنه وسأله رسول الله فضرب بكفه ضربة إلى الأرض ثم نفضها وقال تمسح بها وجهك وكفيك إلى الرسغين ' وقال لم يروه عن حسين مرفوعا غير إبراهيم بن طهمان ووافقه شعبة وزائدة وغيرهما وعند الأثرم من رواية عنه ' ثم تمسح بوجهك وكفيك إلى الرسغين ' وفي الأوسط للطبراني عن عمار ' تمسح وجهك وكفيك بالتراب ضربة للوجه وضربة للكفين ' وقال لم يروه يعني عن سلمة بن كهيل عن سعيد بن أبزى إلا إبراهيم بن محمد الأسلمي وفي المعجم الكبير له ' وضربة لليدين إلى المنكبين ظهرا وبطنا ' وفي لفظ ' ومن بطون أيديهم إلى الآباط ' وفي لفظ ' إلى المناكب والآباط ' وفي لفظ ' أما كان يكفيك من ذاك التيمم فإذا قدرت على الماء اغتسلت ' وفي لفظ ' عزبت في الإبل فأجنبت فأمرني بالتيمم وكنت تمعكت في التراب ' وفي الكنى للنسائي أنه قال لعمر رضي الله عنه ' أما تذكر أنا كنا نتناوب رعية الإبل فأجنبت ' وعند البيهقي بسند صحيح ' أن النبي قال له إلى المرفقين ' (ذكر معناه وإعرابه) قوله ' جاء رجل ' وفي رواية للطبراني ' من أهل البادية ' وفي رواية سليمان بن حرب الآتية أن عبد الرحمن بن أبزى شهد ذلك قوله ' أني أجنبت ' بفتح الهمزة أي صرت جنبا ويروى جنبت بضم الجيم وكسر النون قوله ' فلم أصب الماء ' بضم الهمزة من الإصابة أي لم أجد قوله ' أما تذكر ' الهمزة للاستفهام وكلمة ما للنفي قوله ' في سفر ' وفي رواية مسلم ' في سرية ' قوله ' أنا كنا في سفر ' في محل النصب لأنه مفعول تذكر قوله ' أنا وأنت ' تفسير لضمير الجمع في كنا قوله ' فأما أنت ' تفصيل لما وقع من عمار وعمر رضي الله تعالى عنهما ولم يذكر في هذه الرواية جواب عمر وكذلك روى البخاري هذا الحديث في الباب الذي يليه من رواية ستة أنفس عن شعبة ولم يذكر فيها جواب عمر وذكره مسلم من طريق يحيى بن سعيد والنسائي عن حجاج بن محمد فقال ' لا تصل ' وزاد السراج ' حتى تجد الماء ' وهذا مذهب مشهور عن عمر رضي الله تعالى عنه ووافقه عليه عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه وجرت فيه مناظرة بين أبي موسى وابن مسعود على ما سيأتي في باب التيمم ضربة وقيل أن ابن مسعود رجع عن ذلك (فإن قلت) كيف
(١٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 22 ... » »»