وقد جمعت بين النفي والإثبات نفي ألوهية ما سوى الله وإثبات إلوهيته لأن الإثبات إذا ورد على القلب فلا بد أن يكون خاليا من كل شئ لتستقر فيه ألوهية الله تعالى وما دام فيه شئ لا تستقر لأن الباري لا يقبل شريكا فإذا خلا القلب من كل شئ تثبت فيه ألوهية الله تعالى وانقهر الشيطان وتأخر قال بعض العارفين إذا أردت أن تقطع الوسواس فأي وقت أحسست به فافرح فإنك إذا فرحت به انقطع عنك لأنه ليس شئ أبغض إلى الشيطان من سرور المؤمن وإن غممت به زادك قلت هذا يدل على أن الوسواس إنما يبتلى به المؤمن لأن اللص لا يقصد بيتا خربا لكن دفعه يكون بكمال الإيمان بالله ورسوله والأئمة الراشدين صلوات الله عليهم أجمعين الوجه الثاني في دفع الوسواس الفكر والتعقل وذلك أنه قد علم أنه من عدونا وعدوا بينا من قبل حيث وسوس له وأخرجه من الجنة والباري عز وجل والأئمة المعصومون عليهم السلام قد بينوا ذلك وأمرونا بمخالفته واتباع ظاهر الشرع قال الله تعالى لا يفتننكم الشيطان كما أخرج أبويكم من الجنة فإذا علمنا ذلك واتبعناه نكون قد خالفنا الله والأئمة المعصومين عليهم السلام واتبعنا عدونا الذي قصده إضرارنا ونكون قد أدخلنا الضرر على أنفسنا أما في الدنيا فبالتعب والعنا بغير نفع وأما في الآخرة فلمخالفتنا أوامر الله ورسوله والأئمة المعصومين وهذا لا يفعله موفق رشيدا جارنا الله وإياكم من ذلك وكان بعض مشايخنا من السادات يؤدب بعض الموسوسين ويعظه فقال له أنت تخالف الله ورسوله و تعبد الشيطان بغير فائدة بل للضرر فقال كيف وأنا أؤمن بالله
(٥)