لدفعه قال الله تعالى وأما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه هو السميع العليم فأحسن ما يقال لدفعه ما أمرنا الله بقوله وأدبنا به ورويت بسندي المتصل إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال من وجد من هذا الوسواس شيئا فليقل آمنت بالله ورسله ثلاثا فإن ذلك يذهب عنه ورويت بسندي إلى جعفر الصادق (عليه السلام) أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال لمن شكى إليه كثرة الوسواس حتى لا يعقل ما صلى من زيادة ونقصان إذا دخلت في صلاتك فاطعن فخذك اليسرى بإصبعك اليمنى المسبحة ثم قل بسم الله وبالله توكلت على الله أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم فإنك تطرده عنه ورويت عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أن بعض الصحابة شكا إليه الوسوسة فقال يا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إن الشيطان قد حال بيني وبين صلاتي يلبسها علي فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ذلك شيطان يقال خنزب فإذا أحسست به فتعوذ بالله منه واتفل عن يسارك ثلاثا قال ففعلت ذلك فأذهبه الله عني خنزب بخاء معجمة تفتح وتكسر ونون ساكنه وزاء مفتوحة وباء موحدة ورويت عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه شكا إليه بعضهم الوسوسة فقال إذا وجدت من قلبك شيئا فقال هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شئ عليم. وقال العلماء أنفع علاج في دفع الوسوسة ذكر الله والإكثار منه لأن الشيطان إذا سمع ذكر الله خنس أي بعد وتأخر فينبغي الإكثار من قول لا إله إلا الله لأنها رأس الذكر و قد ورد في فضلها وشرافتها وأسرارها من طريق الخاصة والعامة ما لا يكاد يحصر ولهذا اختارها أهل السلوك لتربية السالكين وتهذيب المريدين
(٤)