أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم أراد أن يكتب كتابا إلى الروم فقيل له ان لم يكن مختوما لم يقرأ كتابك فاتخذ خاتما من ورق ونقش فيه محمد رسول الله فكأني أنظر إلى بياضه في كفه قال أبو عبد الرحمن قرأت على أبى هذا الحديث وجده فأقربه وحدثنا ببعضه في مكان آخر قال ثنا موسى بن هلال العبدي ثنا همام عن ابن سير ين عن أنس ابن مالك قال تزوج أبو طلحة أم سليم وهي أم أنس والبراء قال فولدت له بينا قال فكان يحبه حبا شديدا قال فمرض الغلام مرضا شديدا فكان أبو طلحة يقوم صلاة الغداة يتوضأ ويأتي النبي صلى الله عليه وسلم فيصلى معه ويكون معه إلى قريب من نصف النهار ويجئ يقيل ويأكل فإذا صلى الظهر تهيأ وذهب فلم يجئ إلى صلاة العثمة قال فراح عشية ومات الصبي قال وجاء أبو طلحة قال نسجت عليه ثوبا وتركته قال فقال لها أبو طلحة يا أم سليم كيه بيات بنيي الليلة قالت يا أبا طلحة ما كان ابنك منذ اشتكى أسكن منه الليلة قال ثم جاءته بالطعام فاكل وطابت نفسه قال فقام إلى فراشه فوضع رأسه قالت وقمت أنا فمسست شيئا من طيب ثم جئت حتى دخلت معه الفراش فما هو الا ان وجد ريح الطيب كان منه ما يكون من الرجل إلى أهله قال ثم أصبح أبو طلحة يتهيأ كما كان يتهيأ كل يوم قال فقالت له يا أبا طلحة أرأيت لو أن رجلا استودعك وديعه فاستمتعت بها ثم طلبها فاخذها منك تجزع من ذلك قال لا قالت فان ابنك قد مات قال أنس فجزع عليه جزعا شديدا وحدث رسول الله صلى الله عليه وسلم بما كان من أمرها في الطعام والطيب وما كان منه إليها قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فبتما عروسين وهو إلى جنبكما قال نعم يا رسول الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بارك الله لكما في ليلتكما قال فحملت أم سليم تلك الليلة قال فتلد غلاما قال فحين أصحبنا قال لي أبو طلحة أحمله في خرقة حتى تأتى به رسول الله صلى الله عليه وسلم واحمل معك تمر عجوة قال فحملته في خرقة قال ولم يحنك ولم يذق طعاما ولا شيئا قال فقلت يا رسول الله ولدت أم سليم قال الله أكبر ما ولدت قلت غلاما قال الحمد لله فقال هاته إلى فدفعته إليه فحنكه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال له معك تمر عجوة قلت نعم فأخرجت تمرات فاخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم تمرة وألقاها في فيه فما زال رسول الله صلى الله عليه وسلم يلوكها حتى اختلطت بريقه ثم دفع الصبي فما هو الا ان وجد الصبي حلاوة التمر جعل يمص بعض حلاوة التمر وريق رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان أول من فتح أمعاء ذلك الصبي على ريق رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم حب الأنصار التمر فسمى عبد الله بن أبي طلحة قال فحرج منه رجل كثير قال واستشهد عبد الله بفارس حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا يحيى بن سعيد ثنا هشام بن أبي عبد الله ثنا شعيب بن الحجاب عن أنس بن مالك ان رسول الله صلى الله عليه وسلم أعتق صفية وجعل عتقها صداقها أو مهرها قال يحيى أو أصدقها عتقها حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا يحيى ثنا ابن أبي عروبة عن قتادة ان أنسا حدثهم قال لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يرفع يديه في شئ من دعائه وقال يحيى مرة من الدعاء الا في الاستسقاء فإنه كان يرفع يديه حتى يرى بياض إبطيه حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا يحيى عن حميد عن أنس ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لرجل أسلم قال إني أجدني كارها قال وان كنت كارها حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا يحيى ثنا حميد عن أنس قال كنت أسقى أبا عبيدة بن الجراح وأبى كعب وسهيل بن بيضاء ونفرا من أصحابه عند أبي طلحة وأنا أسقيهم حتى كاد الشراب ان يأخذ فيهم فاتى آت من المسلمين فقال أو ما شعرتم ان الخمر حرمت فما قالوا حتى ننظر ونسأل فقالوا يا أنس اكف ما بقي في إنائك قال فوالله ما عادوا فيها وما هي الا التمر والبسر وهي خمرهم
(١٨١)