ونحن على أي حال لا نملك تقديرا صحيحا لعدد كل فئة من شيعته، ومواليه، عند خروجه من مكة.
وقال أبو مخنف:
(.. لما خرج الحسين من مكة اعترضه رسل عمرو بن سعيد بن العاص عليهم يحيى بن سعيد، فقالوا له: انصرف أين تذهب! فأبى عليهم ومضى، وتدافع الفريقان، فاضطربوا بالسياط، ثم إن الحسين وأصحابه امتنعوا امتناعا قويا، ومضى الحسين عليه السلام على وجهه) (1).
وقال الدينوري:
(.. ولما خرج الحسين اعترضه صاحب شرطة أميرها عمرو بن سعيد بن العاص في جماعة من الجند، فقال: إن الأمير يأمرك بالانصراف، فانصرف، وإلا منعتك، فامتنع الحسين، وتدافع الفريقان، واضطربوا بالسياط. وبلغ ذلك عمرو بن سعيد، فخاف أن يتفاقم الامر، فأرسل إلى صاحب شرطته يأمره بالانصراف) (2).
وإذن، فقد بذلت محاولة رسمية، تتسم بالعنف، للحيلولة بين الحسين وبين (الخروج) من مكة، ولكنها باءت بالفشل (3).