أمان الأمة من الإختلاف - الشيخ لطف الله الصافي - الصفحة ٤٤
ظلما، فازداد البلاء والفتنة، فلم يبق أحد من هذا القبيل ألا وهو خائف على دمه أو طريد على الأرض، ثم تفاقم الامر بعد استشهاد الحسين عليه السلام (1.
وان شئت الإحاطة بدوافع معاوية من منعه الملح عن ذكر فضائل أمير المؤمنين علي وسائر أهل البيت عليهم السلام فراجع ما ذكره المسعودي في حوادث سنة اثنتي عشرة ومائتين من حديث مطرف بن مغيرة (2، حتى تعلم أنهم لم يريدوا من سب علي الا سب رسول الله واطفاء نوره صلى الله عليه وآله.
وهذا عبد الملك بن مروان قد شدد الضغط على محبي أهل البيت، وولى عليهم الحجاج الذي اخذ يقرب إليه كل من كان أشد بغضا لأهل البيت وأكثر موالاة لأعدائهم، حتى جاء واحد منهم يوما إليه - يقال جد الأصمعي - وقف للحجاج فقال: ان أهلي عقوني فسموني عليا وانى فقير بائس وانا إلى صلة الأمير محتاج. فتضاحك الحجاج وقال: للطف ما توسلت به قد وليتك موضع كذا (3.
والحجاج هو الذي كتب إلى محمد بن القاسم أن يعرض عطية العوفي بن سعد على سب علي عليه السلام، فإن لم يفعل فاضربه

١) النصائح الكافية ص ٧٢ ٧٣.
٢) مروج الذهب ٣ / ٣٦١ - ٣٦٢.
٣) راجع في جميع ما ذكرناه هنا شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ٣ / ١٤ - ١٧، والنصائح الكافية ص ٦٧ - 74.
(٤٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 ... » »»