واننا لنرغب قبل الدخول في الموضوع الفات النظر إلى شئ هو من الأهمية بمكان حسبما نراه، وهو أن السبب الوحيد والباعث الحقيقي لعدول من عدل عن الاخذ بأحاديث أهل البيت وما رواه المحدثون من الشيعة - كما يظهر لكل باحث لم يكن الا السياسة وغلبة الامراء والملوك المستبدين الذي سودت مظالمهم صفحات التاريخ وعملوا على تحريف حقائق هذا الدين، وأحكام شريعته الحنفية السمحاء، أو تأويلها لتوافق أهواءهم الفاسدة وسياساتهم الغاشمة.
فعدلوا بالناس نتيجة لذلك عن الصراط المستقيم، وحالوا بينهم وبين الاعتصام بحبل الله المتين والتمسك بالثقلين، حيث أشعروهم بأن الرجوع إلى أهل بيت النبوة وأخذ العلم والاستفتا منهم من أكبر الجرائم السياسية التي يستحق مرتكبها القتل والسجن على أقل تقدير.
وقد لاقى الكثير ممن روى عن أهل البيت أو في فضائلهم من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله والتابعين ورجالات الدين وأئمة الحديث وغيرهم أنواعا من القتل والسجن والتعذيب على أيدي هؤلاء الحكام والظلمة، وما قصدهم من ذلك الا اطفاء نور العلم النبوي الخالدة معاندة للحق وأهله.
ومن له المام بتاريخ العصر الأموي والعباسي يعلم موقف الحكام من كل من يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ويستنكر سيرتهم السيئة (1، وسيما من آل عليهم السلام وشيعتهم ومن روى