إفحام الأعداء والخصوم - السيد ناصر حسين الهندي - الصفحة ٨١
فصل مبحث عدم جواز الجمع بين بنت رسول الله (ص) وبين بنات أعداء الله ومن الأدلة الواضحة على بطلان هذا الأفك أنه يستلزم اجتماع بنت رسول الله (ص) مع بنات أعداء الله، والحال إن اجتماع بنت رسول الله (ص) مع بنت واحد لعدو الله لا يحل فكيف إذا اجتمعت مع عدة بنات لأعداء الله وبيان ذلك.
أن البخاري ومسلم (2) وغيرهما من أسلاف السنية يروون في قصة خطبة بنت أبي جهل التي وضعوها لعداوة أمير المؤمنين (ع) أن رسول الله (ص) خطب فقال في خطبته: والله لا يجتمع بنت رسول الله وبنت عدو الله عند رجل واحد، ولا يخفى على أهل العلم بالأخبار أن عمر بن الخطاب كانت عنده عدة أزواج كلهن من بنات أعداء الله، كما لا يخفى على من طالع كتاب الطبقات لابن سعد البصري، وتاريخ الرسل والملوك لابن جرير الطبري، وكتاب العارف لابن قتيبة الدينوري، وكتاب الرياض النضرة لمحب الدين الطبري، والرياض المستطابة للعامري، وغيرها من أسفار السنية، فكيف جاز وساغ لعمر بن الخطاب الأقدام على التزوج بسيدتنا أم كلثوم (ع) وهي بنت رسول الله (ص) بلا شك ولا ارتياب، والجمع بينها وبين بنات أعداء الله الضائرين إلى المتاد والرقاب، ومن هنا ظهر أن هؤلاء النوكي لا يدرون في أي سبيل مهانات يسعون ويجرون.
فصل.. يظهر من إفادات بعض أسلاف السنة أن اجتماع أية امرأة كانت

(1) جاء في هامش المخطوطة: طالع باب ذكر أصهار النبي (ص) من صحيح البخاري، وباب فضائل فاطمة من صحيح مسلم.
(٨١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 ... » »»