أدب الضيافة - جعفر البياتي - الصفحة ١٠١
عنهم، وأشهدكم أني قد غفرت لهم وآمنتهم مما يخافون، فيقولون: ربنا إن فيهم فلانا وإنه لم يذكرك، فيقول الله " تعالى ":
قد غفرت له بمجالسته لهم، فإن الذاكرين من لا يشقى بهم جليسهم (1).
فالضيافة المباركة ما استضافت ملائكة الرحمن، وحظيت بتأمين الدعاء، واستنزلت المغفرة والأمان، فإليها يحق أن تشتاق قلوب المؤمنين، وإلى من يعقدها يحق أن تهفو نفوسهم، وإلا خيبوا.. جاء عن رسول الله " صلى الله عليه وآله " قوله: من لم ينتفع بدينه ولا دنياه فلا خير في مجالسته (2)..، وعن الإمام الصادق " عليه السلام " أنه قال: ما اجتمع قوم في مجلس لم يذكروا الله ولم يذكرونا إلا كان ذلك المجلس حسرة عليهم يوم القيامة، وقال " عليه السلام ": ما من مجلس يجتمع فيه أبرار وفجار، ثم تفرقوا على غير ذكر الله، إلا كان ذلك حسرة عليهم يوم القيامة (3).
ومن هنا تتبين أهمية النية، فإذا ابتغى الضيف وصلا

(١) عدة الداعي، لابن فهد الحلي - عنه بحار الأنوار ٧٥: ٤٦٨ ح ٢٠.
(٢) المواعظ: ٦.
(٣) عدة الداعي - عنه بحار الأنوار ٧٥: ٤٦٨ ح 20.
(١٠١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 ... » »»
الفهرست