أدب الضيافة - جعفر البياتي - الصفحة ١٠٠
ذلك المكان الذي يعصى الله " تعالى " فيه.. كان فيما أوصى به لقمان " عليه السلام " ابنه أن قال له: يا بني! إختر المجالس على عينك، فإن رأيت قوما يذكرون الله عز وجل فاجلس معهم، فإنك إن تك عالما ينفعك علمك ويزيدونك علما، وإن كنت جاهلا علموك، ولعل الله أن يظلهم برحمة فتعمك معهم. وإذا رأيت قوما لا يذكرون الله فلا تجلس معهم، فإنك إن تك عالما لا ينفعك علمك، وإن تك جاهلا يزيدوك جهلا، ولعل الله أن يظلهم بعقوبة فتعمك معهم (1).
ولكي نشتاق إلى الضيافة التي فيها مجالس الذكر والطاعة نقرأ هذا الحديث المبشر، والذي قال فيه نبي الرحمة " صلى الله عليه وآله ": إن الملائكة يمرون على حلق الذكر فيقومون على رؤوسهم، ويبكون لبكائهم، ويؤمنون على دعائهم، فإذا صعدوا إلى السماء يقول الله " تعالى ": يا ملائكتي! أين كنتم؟ - وهو أعلم -، فيقولون: يا ربنا! إنا حضرنا مجلسا من مجالس الذكر، فرأينا أقواما يسبحونك ويمجدونك ويقدسونك، ويخافون نارك، فيقول الله " سبحانه ": يا ملائكتي! أزووها

(١) بحار الأنوار ٧٥: ٤٦٥، عن علل الشرائع.
(١٠٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 ... » »»
الفهرست