أحاديث أم المؤمنين عائشة - السيد مرتضى العسكري - ج ١ - الصفحة ٨٨
أخرج ابن سعد (4) بترجمتها عن مصعب بن سعد، قال:
" فرض عمر لأمهات المؤمنين عشرة آلاف وزاد عائشة ألفين، وقال: إنها حبيبة رسول الله صلى الله عليه وآله ".
وعن ذكوان مولى عائشة، قال: قدم درج من العراق فيه جوهر إلى عمر، فقال لأصحابه أتدرون ما ثمنه؟ فقالوا: لا. ولم يدروا كيف يقسمونه!
فقال: أتأذنون أن أرسل به إلى عائشة لحب رسول الله إياها؟ قالوا: نعم.
فبعث به إليها، فقالت ماذا فتح الله على ابن الخطاب، اللهم لا تبقيني لعطيته لقابل (5).
والسلطة التي فضلتها في العطاء في هذا العد، وأرجعت إليها في الفتيا، حجرت عليها داخل المدينة فيمن حجرت عليه (6)، ولم تتركها تخرج من المدينة حتى إلى الحج والعمرة، روى ابن سعد في طبقاته: " أن عمر بن الخطاب منع أزواج النبي صلى الله عليه وآله من الحج والعمرة (7) ".
ولما كانت الحجة التي حج فيها عمر بن الخطاب سنة ثلاث وعشرين (وهي آخر حجة حجها عمر في السنة التي توفي فيها) أرسل إليه أزواج النبي

(١) طبقات ابن سعد ٨ / ٦٧، والزركشي في الإجابة ص ٧١ و ٧٥، والكنز ٧ / ١١٦، ومنتخبه ٥ / ١١٨، وبترجمتها في الإصابة ٤ / ٣٤٩، والطبري ٤ / ١٦١ وابن الأثير ٢ / ٢٤٧، والمستدرك ٤ / 8، وشرح النهج 3 / 154، والبلاذري في فتوح البلدان ص 454 و 455 و 449. والماوردي في الأحكام السلطانية ص: 222.
(5) النبلاء 2 / 133 ومستدرك الحاكم 4 / 8 وتلخيصه للذهبي.
(6) كان من سياسة الخليفة عمر ان يحجر على مشاهير المسلمين يومذاك ويمنعهم من الخروج من المدينة، وفي تاريخ الخطيب 7 / 453 بترجمة الحسن بن يزيد القزويني عن عبد الله بن عمر قال: جاء الزبير إلى عمر - وكان رجلا شجاعا مهيبا - قد كان يخاف منه الذي كان، فقال لعمر: إئذن لي أن أخرج فأقاتل في سبيل الله، قال: حسبك قد قاتلت مع رسول الله صلى الله عليه وآله لولا أني أمسك بفم هذا الشعب لأهلك أمة محمد صلى الله عليه وآله. وراجع شرح النهج: لابن أبي الحديد.
(7) طبقات ابن سعد 8 / 208.
(٨٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 82 83 85 86 87 88 89 90 91 92 93 ... » »»