بإبراهيم، فوهب له عبدا، وكان ذلك في ذي الحجة سنة ثمان من الهجرة، وتنافست الأنصار في إبراهيم وأحبوا أن يفرغوا مارية للنبي صلى الله عليه وآله لما يعلمون من هواه فيها، (وغار نساء رسول الله صلى الله عليه وآله واشتد عليهن حين رزق منها الولد) (52).
وفي الطبقات أيضا " وكانت ثقلت على نساء النبي صلى الله عليه وآله وغرن عليها ولا مثل عائشة ".
وحدثت أم المؤمنين وقالت: " لما ولد إبراهيم جاء به رسول الله صلى الله عليه وآله إلي فقال: أنظري إلى شبهه بي. فقلت: ما أرى شبها، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: ألا ترين إلى بياضه ولحه، قالت: من سقي ألبان الضأن، ابيض وسمن " (53).
وكان من أثر ما صدر من أم المؤمنين عائشة وحفصة في حق مارية نزول سورة التحريم، كما نوردها في ما يلي:
بسم الله الرحمن الرحيم (يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك تبتغي مرضاة أزواجك والله غفور رحيم * قد فرض الله لكم تحلة أيمانكم).
في تفسير الطبري عن ابن عباس قال:
كانت حفصة وعائشة متحابين وكانتا زوجتي النبي صلى الله عليه وآله فذهبت حفصة إلى أبيها فتحدثت عنده فأرسل النبي صلى الله عليه وآله إلى جاريته فظلت معه في بيت حفصة وكان اليوم الذي يأتي فيه عائشة فرجعت حفصة فوجدتها في بيتها فجعلت تنتظر خروجها، وغارت غيرة شديدة فأخرج رسول الله صلى الله عليه وآله جاريته ودخلت حفصة فقالت قد رأيت من كان عندك والله لقد سؤتني. فقال النبي صلى الله عليه وآله والله إني لأرضينك فإني مسر إليك سرا فأحفظيه. قالت: ما هو؟