قال الزبير: لا والله، ولكني ذكرت ما أنسانيه الدهر، فاخترت العار على النار. أبالجبن تعيرني؟ لا أبالك! ثم أمال سنانه وشد في الميمنة.
فقال علي: أفرجوا له فقد هاجوه، ثم رجع فشد في الميسرة، ثم رجع فشد في القلب ثم عاد إلى ابنه فقال: أيفعل هذا جبان؟ ثم مضى منصرفا حتى أتى وادي السباع والأحنف بن قيس معتزل في قومه من بني تميم، فأتاه آت فقال: هذا الزبير مار، فقال: ما أصنع بالزبير وقد جمع بين فئتين عظيمتين من الناس يقتل بعضهم بعضا وهو مار إلى منزله سالما، فلحقه نفر من بني تميم فسبقهم إليه عمرو بن جرموز وقد نزل الزبير إلى الصلاة فقال: أتؤمني أو أومك؟ فأمه الزبير فقتله عمرو بن جرموز في الصلاة (237).