من موضعها فنادى: إلى ماذا تدعينني؟ قالت: إلى الطلب بدم عثمان. فقال:
قتل الله في هذا اليوم الباغي والطالب بغير الحق، ثم قال: أيها الناس! إنكم لتعلمون أينا الممالئ في دم عثمان، ثم أنشأ يقول وقد رشقوه بالنبل:
فمنك البداء ومنك العويل * ومنك الرياح ومنك المطر وأنت أمرت بقتل الامام * وقاتله عندنا من أمر وتواتر عليه الرمي واتصل. فحرك فرسه وزال عن موضعه، فقال: ماذا تنتظر يا أمير المؤمنين وليس لك عند القوم إلا الحرب؟!
وقال أبو مخنف وغيره واللفظ لأبي مخنف (229):
فرمى أصحاب الجمل عسكر علي بالنبل رميا شديدا متتابعا فضج إليه أصحابه وقالوا: عقرتنا سهامهم يا أمير المؤمنين! وجئ برجل إليه وإنه لفي فسطاط له صغير، فقيل: هذا فلان قد قتل، فقال: اللهم اشهد، ثم قال:
اعذروا إلى القوم، فأتي برجل آخر، فقيل: وهذا قد قتل، فقال: اللهم اشهد، اعذروا إلى القوم، ثم أقبل عبد الله بن بديل بن ورقاء الخزاعي وهو من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله يحمل أخاه عبد الرحمن بن بديل (230) قد أصابه